التجميل

الجمعة، 25 فبراير 2011

اليوم الحادي والثلاثون

اليوم هو يوم ملتهب بحق ، إذ عمت أرجاء العالم العربي موجة من المظاهرات المطالبة بأكوام من الحقوق تفاوتت حسب حالة كل بلد . والقنوات الفضائية وجدت مادة إعلامية دسمة تشغل فراغها ، وأصبحت تتنقل بأخبارها وتغطياتها بين ليبيا وتونس ومصر والعراق واليمن والبحرين ناقلة مشاهد المتظاهرين في الشوارع والميادين . ثورات الشعوب أصبحت كالوباء المعدي المستشري ، وصرت أرى أن الثورات أصبحت هدفا في حد ذاتها في بعض الأحيان . المشهد الأكثر إيلاما وإضحاكا في نفس الوقت هو مشهد أحداث ليبيا ، ففي الوقت الذي نشهد الصدامات الدامية بين الشعب الليبي وكتائب السلطة ، نرى القذافي وهو يتحدث من فوق قلعته الحصينة وهو يتشدق بكبرياء جنون العظمة . وجدت نفسي أعقد المقارنة بين هذه المشاهد ومشاهد الفرح العارم التي شهدتها مدن المملكة بعودة الملك على مدى اليومين الماضيين ، هذا الفرح الذي عبر به الشعب بعفوية مطلقة عن حب غامر في مواجهة المشاهد التي نراها في بعض الدول العربية الأخرى . ومع أن مشهد الفرح الوطني يثلج الصدر ويبعث الراحة والطمأنينة حول استقرار الوطن ، إلا أنه يؤسس أيضا لحاجة ملحة من الدولة لتلمس احتياجات المواطنين وتسريع مسيرة الإصلاح والتنمية . المسئولون تسابقو للحديث عن الفرحة بعودة الملك ، وهم الآن مسئولون عن المبادرة بشكل عملي للتعبير عن هذا الفرح ببذل جهود مضاعفة لأداء مسئولياتهم وحل المشكلات التي تؤرق الناس في معيشتهم . أكرر القول أن الأموال الضخمة التي رصدتها الدولة من خلال قرارات الأربعاء ليست الوسيلة الوحيدة لمعالجة مشكلات التنمية ، بل إنها تضع المسئولين بوضوح أمام مسئولياتهم ، ولابد لهؤلاء من مراقبة ومحاسبة إن لم يكونو على قدر المسئولية ، فلا أحد يريد أن تكون بلادنا مشهدا آخر على القنوات الفضائية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق