التجميل

الخميس، 3 فبراير 2011

اليوم التاسع

الأطفال أحباب الله . هذه العبارة أسمعها في مناسبات عديدة ، وآمنت بها منذ الصغر عندما كنت أنا أحد أولئك الأطفال ، وازداد إيماني بها عندما رزقني الله أطفالي الأربعة . ولكن هذه العبارة كغيرها الكثير من العبارات قد يساء استخدامها أو تقال في غير محلها . وقصة اليوم هي أنني خرجت مع بعض الأقارب لتناول طعام عشاء خفيف في أحد مقاهي الرياض العائلية . هذا المقهى كنت أرتاده من وقت لآخر ، وكانت آخر مرة منذ حوالي أربعة أشهر عندما ذهبت برفقة أسرتي بمن فيهم ابنتي الصغرى ذات الثلاث سنوات ، وهي الزيارة التي منعنا فيها من الدخول بحجة أن المقهى لا يستقبل الأطفال الذين يقل عمرهم عن اثني عشر عاما حفاظا على راحة الزبائن . عندما ذهبنا اليوم لم يكن برفقتنا أي أطفال دون ذلك السن ، ولكنني فوجئت بأن تلك القاعدة قد كسرت ، ربما لأن صاحب المقهى قرر أن يتوقف عن الفلسفة التي جرت عليه انحسار إقبال الزبائن . جلسنا في جو رومانسي هاديء تلفه ألفة المحبة والشوق لأولئك الأقارب الذين لا نراهم إلا بين الحين والحين نتيجة انشغالنا بهموم الحياة والسعي وراء الرزق . ما عكر صفو هذا الجو كم الأطفال الذين كانو حاضرين في المقهى ، ومنهم على وجه الخصوص طفل ملأ جو المكان بالصراخ والزعيق ، في حين كان والداه يستمتعان بالطعام دون أن يعيرا لصياحه وما يسببه للآخرين من إزعاج أي اهتمام . تذكرت حينها ابن الجيران الذي كان يسكن في شقة في الدور العلوي من العمارة التي كنت أسكنها قبل عدة سنوات ، ذلك الطفل الذي كانت متعته الكبرى هي أن يضرب جرس شقتي ويهرب ليختفي خلف الدرج ليضحك على مناظرنا ونحن نفتح الباب دون أن نجد أحدا وراءه . وعندما تحينت فرصة لكشف ذلك المزعج واجهت به والده الجار العزيز ، فما كان منه إلا أن رد بكل برود ... ليش زعلان ؟؟ الأطفال أحباب الله .

هناك تعليق واحد:

  1. الاطفال والنساء لو دخلت هذين الموضوعين في اي مناقشة فانت الخسران لو لم تكن معهم

    ردحذف