التجميل

السبت، 5 فبراير 2011

اليوم الحادي عشر

اليوم شهدت نموذجا للتخبط الإداري في أجهزتنا الحكومية ، ولن أذكر أي أسماء لا لأشخاص ولا للجهاز الذي أقصده بحديثي ، لأن العبرة بالمضمون وليس بالأسماء . هذه الجهة عملنا معها لتخطيط أحد مشاريعها منذ أكثر من خمس سنوات ، وهذا المشروع تكرر بعدها في عدد من أحياء مدينة الرياض ، وهو بالرغم من كونه مشروعا حيويا رائدا ، إلا أننا اصطدمنا منذ بداية العمل بقصور الرؤية التي يحملها القائمون على المشروع ، فعوضا عن تطوير المشروع بناء على دراسة وفهم متطلبات الحي الذي يضمه ، تم تحديد عناصره بشكل مرتجل من مدير المشروع في تلك الجهة ، واستعجل سعادته طرح المشروع للتنفيذ قبل نضوب الميزانية . اليوم اجتمعنا مع مدير جديد لذات الجهة بعد رحيل المدير السابق . والمفاجأة كانت أن هذا المدير الجديد لم يكن يعلم شيئا عن هذا المشروع سوى اسمه ، إذ أن المدير القديم لم يقم بأي عملية تسليم ممنهج لمهام العمل في ذلك المشروع للمدير الجديد ، ولم يكن قد قام بأي توثيق دقيق لأعمال المشروع ومراسلاته وبرامجه وخططه وأهدافه . ووقع المدير الجديد في حيص بيص بين مطالبات رئيسه بدفع العمل في المشروع وإبلاغه بتطورات سير العمل ، وبين عجزه عن الحصول على أية معلومات عن المشروع . وعندما شرحنا له ما قمنا به وما نعلمه من خلفيات عن هذا المشروع ، امتعض واعترض وألقى علينا باللوم على ما قمنا به من عمل ، وعدم اتباعنا لمنهج العمل الصحيح ، وهو المنهج الذي حاولنا في بداية العمل أن نقنع به المدير السابق . في النتيجة ، كل العمل الذي قمنا به في السابق سيوضع على الرف ، وسيبدأ العمل على المشروع من جديد وفق رؤية المدير الجديد . والضحية في النهاية هو المواطن المسكين الذي ينتظر إنجاز مشاريع التنمية .

هناك 3 تعليقات:

  1. المهندس/ علي سعيد القحطاني5 فبراير 2011 في 12:09 م

    اخي خالد هذه مشكلة ازليه في الدوائر الحكومية للترهل الاداري الشديد وعدم قدرة الجهات الحكومية على استقطاب المواهب الادارية والفنية الفذه. والمشكلة في ازدياد لاني اعتقد ان جميع الخريجين او المهندسين المحترفين لا يتعتبرون الوزارات الحكومية حلم توظيفي ينتظرهم وانما جلهم يتوجهون الي القطاع الخاص والشركات الحكومية الكبيره بسبب ارتفاع الاجور والعمل في بيئة ادارية محترفه. واقتصر الاتجاه للادارات الحكومية لاصحاب الوسطات ممن يحملون درجات متدنية ويرغبون في اعمال غير محترفه تمكنهم من العمل على هواهم وعدم تحمل المسئولية. اعتقد بان الوقت قد حان لتشكيل هيئة عليا للمشاريع الحكومية تقوم بتنفيذ المشاريع الكبيرة ( اكثر من 20 مليون مثلا) وتوكل مهمة ادارة هذه الهيئة لموهلين اكفاء بالاستعانه بشركات ادارة المشاريع العاليمة وهذا ليس بالجديد وانما تكرار لتجربة الهيئة الملكية للجبيل وينبع والتي كانت نتيجتهاان الجبيل الصناعية لم تغرق في الامطار الغزيرة الاخيرة بنما غرقت الجبيل البلد وجده. هذا النموذج في تنفيذ المشاريع مكلف على المدى القريب الا انه غير ذلك على المدى القريب خاصة اذا تم وضع رفاه وسلامة المواطن في المعادلة.

    ردحذف
  2. زياد بريجاوي5 فبراير 2011 في 12:57 م

    الموضوع هام للغاية , لكن هذا لايعني عدم وجود كفاءات , ولكن أشعر أن المهندسين الذين يستلمون ادارات حكومية عنده عقدة كبيرة من مهندسي القطاع الخاص , وتعالي كبير وتدني كفاءتهم البعض وليس الكل ولكن يشكلون نسبة كبيرة منه برغم توافر فرص تعزيز الكفاءة والمهارة لهم من خلال الدورات والسفريات امتاحة لهم والعدد الكبير من المشاريع ليعزوزوا مهاراتهم وبالتالي ليكونوا من أعمدة الوطن, ولكن أظن أن بعضهم يريد نسبة من أتعاب أي المشروع وبالتالي سواء ماديا من المكتب الاستشاري أو سيارة من المقاول أو قطعة أرض من صاحب مخطط عقاري كع تحقيق بعض التجاوزات المنطقية أحياناً.
    عموماً أنا معك بطرحك أستاذ خالد , وضد المبالغ الغريبة التي تصرفها الهيئة الملكية وأرامكو وغيرها وغداً سيحسابنا الجيل القادم على تبديد الثروات بإنجازات قلبلة وكان بالإمكان أكثر مما كان.
    تحياتي للجميع

    ردحذف