التجميل

الجمعة، 20 يناير 2012

اليوم 360

وجودنا في سري لانكا يحمل بالنسبة لي ولزوجتي العزيزة فرصة لمعالجة أزمة خدم المنازل التي نعاني منها منذ فترة ، وبالتحديد منذ أن توقف الاستقدام من الفلبين واندونيسيا ، وارتفعت نتيجة لذلك تكاليف الاستقدام ونقل الكفالة للجنسيات الأخرى . لم أصدق أذني عندما علمت أن تكلفة نقل الكفالة للخادمة السريلانكية قد وصلت إلى أكثر من ثلاثين ألف ريال ، وأن تكلفة استقدامها من بلادها تصل إلى أكثر من نصف هذا المبلغ . صباح اليوم التقيت أحد المختصين بتوريد العمالة في سريلانكا ، وهو كما قال عامل سابق في أحد فنادق المملكة لأكثر من خمس سنوات ، ويعلم تماما بيئة العمل فيها . غرض اللقاء بالطبع كان مساعدتنا في البحث عن خادمة ملائمة للعمل في منزلي المتواضع في الرياض ، وهو ما عرض أن يعيننا على تحقيقه بالرغم من أنه لا يختص بتوريد هذه النوعية من العمالة . خضت حديثا متشعبا مع هذا الرجل ، ونقلت له وجهة نظر ممواطن سعودي حول المعاناة التي نعيشها مع قضايا الخادمات ، بما فيها مشاكل الهرب وسوء الأداء وسوء الخلق وسوء التدريب وغيرها الكثير ، وهي معاناة أصبحت أكثر فداحة مع ارتفاع تكاليف الاستقدام . المفاجأة كانت أنه أوضح لي أن ارتفاع التكاليف ليس مرتبطا لا بنقص أعداد الخادمات ولا بتعقيد الإجراءات ولا أي سبب آخر من تلك التي نسمع عنها من مكاتب الاستقدام في المملكة ، وإنما هي ناتجة عن العمولات المرتفعة التي يعرضها أصحاب ومندوبو تلك المكاتب . الرجل اتصل أمامي بإحدى الوسيطات اللاتي يتعامل معهن لتوريد العمالة من القرى والأرياف ، وأبلغني أن مكتبا في السعودية عرض عليها عمولة تصل إلى ألف وخمسمائة دولار أمريكي إن هي وفرت له العاملة المطلوبة في زمن محدد . الرجل قال أن مثل هذه العروض تفسد السوق وتعود المندوبين على هذه العمولات المرتفعة فلا يعودون يقبلون بأقل منها ، ولا يهمهم إنجاز عدد أكبر من الطلبات في ظل ارتفاع العائد من عدد أقل من عمليات التوظيف . وفي النتيجة ، فإن هذه العمولات التي يعرضها أصحاب المكاتب في المملكة يتم دفعها إلى جانب أنواع أخرى من الأتعاب والعمولات من قبل أمثالي من أرباب العوائل المساكين ، وهم بذلك يخلقون شكلا من أشكال التضخم المضاربي المفتعل الذي لا يختلف عن أشكال التضخم الأخرى التي نعيشها ، بما فيها تضخم أسعار السلع وإيجارات المنازل وغيرها من متطلبات الحياة ، والتي أصبحت عبئا تنوء به كواهل الناس في وقت نامت فيه أعين الرقابة ، إن لم تكن هي ذاتها مستفيدة من هذا الواقع الأليم .

هناك تعليق واحد:

  1. أخي خالد ألم تراودك العمل في مجال الاستقدام بعد ان امسكت في طرف ا لخيط وعرفت الطريق إلى سرلانكا وأنت صاحب مبـدأ وصدوق ولا بد أن يكون النجاح حليفك ويكون هذا النشاط بجانب نشاطك في مبـــادرة ويكون ذلك بتوظيف أناس عندهم ذمة وضمير تحت إشرافك ومتابعتك وعلى مبدأك النبيل لأنني عرفتك من خلال قلمك الحر الذي لا يخشى لومة لائم

    ردحذف