التجميل

الاثنين، 16 يناير 2012

اليوم 356

غدا هو اليوم المشهود والموعد المنتظر لانتخابات مجلس إدارة هيئة المهندسين . وعلى مدى الأيام القليلة الماضية اجتاحت عاصفة من الرسائل هاتفي الجوال تضم رسائل نصية من المرشحين في هذه الانتخابات ، وهي الوسيلة التسويقية الوحيدة التي ابتدعتها الهيئة لإيصال أصوات المرشحين إلى ناخبيهم . أنا في الحقيقة لم أجد جديدا في هذا الأسلوب ، ولم أر في رسائل المرشحين أي جديد يمكن أن يشكل أساسا لتفضيل أي منهم لتولي هذه المهمة الجسيمة ، فكل الرسائل كانت تتضمن وعودا جوفاء لا تتضمن أي خطط عمل واقعية ، وكثير منها أعده من قبيل الأحلام . ولأنني لم أقتنع بهذه الوسيلة ، ولم أر فيها جديدا يمكن أن يقنع الناخبين بما يمكن أن أقدمه لهم ، فقد امتنعت عن استخدامها ربما لأكون المرشح الوحيد الذي لم يرسل رسالة واحدة إلى الناخبين ، خاصة وأنني رأيت بعضا منهم يعمدون إلى مسح هذه الرسائل فور وصولها دون حتى أن يكلفو أنفسهم عناء قراءتها أو معرفة أسماء مرسليها . وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية بذلت كثيرا من الجهود الطوعية في هذه الهيئة ، فرأست لجنة المراجعة المالية التي قدمت تقريرا مقدرا لتقييم أعمال مجلس الإدارة السابق ، وكشف كثيرا من المخالفات التي ارتكبت حينها ، وعملت دون كلل نائبا لرئيس اللجنة الاستشارية لمجلس الإدارة ، ونشرت عددا من المقالات وشاركت في عدد من المؤتمرات حول شئون الهيئة والقطاع الهندسي والمهني . وبعد كل ذلك ، فإنني مقتنع بأن هذه الجهود وهذا الرصيد هو الرافد الأكبر لقناعة الناخبين بي كمرشح مؤهل لعضوية المجلس ، وإلا فإن بعض الوعود الزائفة والكلام المعسول لا يمكن أن تحقق القناعة التي أرومها للفوز في هذه الانتخابات . على أية حال ، فإن واقع الحال يثبت ما قلته سابقا من أن فهمنا للممارسة الديموقراطية لا زال قاصرا ، وأن هذه الانتخابات وغيرها سوف تشهد تكرارا لمبدأ الاختيار بناء على المعرفة الشخصية والتحزبات القبلية والطائفية والمناصبية ، علاوة على ما رأيته بأم عيني من شراء للأصوات بشكل يفسد صلب هذه الممارسة . وأنا أرجو أن أكون مخطئا في هذا الظن المتشائم ، وأن تنتج هذه الانتخابات فريقا كفؤا منسجما يمكن له أن يحقق الاختراق الذي يتطلع إليه الكثيرون للارتقاء بهذه الهيئة . وإن تحقق ما أرجوه فلا يهمني بعدها أن أكون ضمن هذا الفريق ، فالهدف هو تحقيق الحلم والصالح العام لقطاع عانى منسوبوه الأمرين ، معاناة لخصت محتواها في مقال نشرته اليوم في جريدة الاقتصادية ، عسى أن يسهم في إقناع الناخبين بمنحي شيئا من فائض أصواتهم في هذه الانتخابات .

هناك تعليق واحد: