التجميل

السبت، 14 يناير 2012

اليوم 354

وصلت للتو إلى منزلي في الرياض عائدا من الدمام التي غادرت إليها ليل البارحة في رحلة يبدو أنها أصبحت عادة أسبوعية مع تعدد اجتماعات العمل هناك واستمرار تعذر الاعتماد على جداول الخطوط السعودية . غادرت الدمام بعد انتهاء اجتماعي هناك بعد ظهر اليوم دون أن أتمكن من اقتناص فرصة لتناول طعام الغداء ، فتوقفت في إحدى محطات الوقود في بداية طريق العودة إلى الرياض لأملأ سيارتي بالوقود ، وتوجهت بعدها إلى مقهى لخدمة السيارات يقع على جانب المحطة لأشتري شطيرة أسكت بها جوعي . وما أن اقتربت من مدخل مسار الخدمة في هذا المقهى إذا بسيارة مسرعة أثارت عاصفة من الغبار وهي مقبلة نحو ذات المقهى حتى أنها كادت تصطدم بسيارتي من فرط الاستعجال . أسرعت بالتوقف محاولات تفادي هذا الوحش الكاسر فما كان منه إلا أن تجاوزني ليسرع بالوقوف قبلي أمام نافذة الخدمة في المقهى . نظرت إلى السيارة فإذا بها إلى جانب سائقها الأرعن امرأة على حجرها طفل رضيع ، وفي المقعد الخلفي ثلاثة أطفال أخر . اغتظت من هذا المجنون ، وتساءلت عن سبب هذا الاستعجال الذي كاد يوقع صداما مريعا كان سيؤذي أطفاله بكل تأكيد ، وهل أن أولئك المسافرون هم جوعى إلى هذا الحد ، أم أنه ذلك النمط السلوكي المريض الذي يجعل الناس يتسابقون للفوز بكسب السبق في الطوابير والمسارات بأي ثمن . عدت بسيارتي إلى الخلف ، ونسيت أمر الشطيرة وأمر الجوع ، وغادرت المحطة متوجها إلى الرياض وأنا أتحسر على أولئك الأطفال الذين قدر الله عليهم أبا كهذا السائق المجنون . تذكرت ذلك المشهد الذي رأيته يوم أمس في الحي الذي أقيم فيه في الرياض بينما كنت وأسرتي عائدين من تناول طعام الغداء بعد صلاة الجمعة ، فإذا بسيارة من الحجم الكبير تجوب شوارع الحي يقودها طفل يكاد عمره لا يتجاوز الثامنة ، حتى أنه كان يقود السيارة واقفا على قدميه ، وإلى جانبه شاب يبدو أنه أخوه الأكبر الذي تكفل بتعليمه القيادة في هذا السن المبكر . لم أعرف حينها إن كان هذا المعلم القدير قد تكفل بهذه المهمة من تلقاء نفسه أم أن والدهما هو الذي أوكل إليه هذه المهمة . وبين أب الأمس وأب اليوم شعرت بالأسى على أبناء كل قدرهم أن لهم آباء مثل هؤلاء لا يخشون على حياتهم ولا يهمهم ما قد يصيبهم من مثل هذه التصرفات المتهورة الرعناء . والأنكأ هو هذا النموذج القدوة في سلوكيات التعامل الذي يقدمانه لأبنائهما ، فيالها من تربية تلك التي نرومها من عديمي التربية .

هناك تعليق واحد:

  1. ظاهره مزعجه حقا وتجعل الإنسان يتسائل لماذا لا يهتم الناس بسلامة اسرهم اثناءالقياده وما هو الهدف من ان يقود طفل صغير سيارة هل هو بحاجة لخوض مثل هذه المغامره التى قد تودي بحياته وتجلب الضرر للأخرين مشكلة تحتاج الى خبير نفسي ومصلح اجتماعي فعلا

    ردحذف