التجميل

الخميس، 27 يناير 2011

اليوم الثاني

مشاهد أحداث كارثة جدة الثانية كانت شغلنا الشاغل في هذا اليوم . فبين متابعة آخر المستجدات على شاشات التلفزيون ، إلى الرسائل النصية التي انصبت كمطر الكارثة من قنوات الصحافة والأخبار ، إلى الأخبار المتبادلة عبر المكالمات الهاتفية ، نطمئن فيها على أحوال من نعرفهم في تلك المدينة البائسة ، وكل من فيها أحوالهم لا تسر . حتى الذين أسعدهم شيء من الحظ بالسكن في مناطق وأحياء أقل عرضة للاضرار ، إلا أنهم لم يسلمو من السيول التي اجتاحت الطرق . حتى طريق المدينة المنورة ، وهو الشريان الرئيسي لمدينة جدة ، الذي يقطعها من الشمال إلى الجنوب ، تحول إلى مجرى مائي جرف السيارات وأوقع الكثير من الأضرار . خاتمة الأخبار كان حديث أمير منطقة مكة المكرمة الذي قال فيه إن المسئول الرئيس عن هذه الكارثة هم من كانو مسئولين عن تخطيط الطرق والأحياء في المدينة . والحقيقة ، أن قضية التخطيط والتنفيذ لمشاريع التنمية تستحق الكثير من المراجعة الجادة . والمسئولون الذين أشار إليهم أمير المنطقة هم أنفسهم الآن مسئولون في مواقع حيوية أخرى ، ومنهم من هم مسئولون عن إدارة ذات المنطقة التي عاشت الكارثة ، ويرفعون راية التحقيق والمحاسبة والمساءلة للمسئوليين الحاليين ، مع أنهم ذاتهم كانو طرفا في المشكلة في أوقات سابقة . المشكلة عاشتها مدينة جدة قبل حوالي السنة ، وتكررت أيضا هذه السنة . والظريف أنني اطلعت اليوم على خبر يعود إلى العام 1400 هـ ، يتحدث فيه أحد المسئولين في ذلك الوقت عن مشكلة تصريف السيول في جدة . وطيلة هذه المدة بقي الوضع على ماهو عليه ، واستعصت المشكلة على الحل . والحل لن يأتي بالمحاسبة وسجن المسئولين ، ولا بفتح الخزائن للصرف غير المقنن على مشاريع طارئة دون تخطيط محكم . الحل يا إخوتي يتطلب إرادة جادة وتغييرا لنمط تنفيذ مشاريع التنمية . مدينة جدة ليست حالة منفردة ، فالحال هو نفسه في كل المدن . وما جدة إلا ضحية قد تتلوها كثير من الضحايا . فهل من سبيل إلى الحل ؟ .

هناك تعليق واحد:

  1. أنا فعلا أتفق مع الارادة في التغيير ومن ثم رفع الاقتراحات، الحلول والتوصيات الى المسؤولين أو لمن يهمه الأمر طبعا بعد دراسة معمقة وضمن فترة زمنية منطقية. هذه المشكلة لن يتم تجاوزها الا بتخصيص الأموال أو تجزئتها وهذه الأموال ستكون بمثابة وقاية أو تقليل من ما يمكن صرفه في المستقبل القريب.
    شكرا

    ردحذف