التجميل

الجمعة، 3 يونيو 2011

اليوم 129

مع أن أخبار اليوم على شاشات الفضائيات سيطرت عليها مستجدات أحداث العنف المتصاعد في اليمن وسوريا على وجه الخصوص ، إلا أن ما لفت نظري اليوم هو الخبر الذي تناقلته وكالات الأنباء عن تصريحات وزير البترول والثروة المعدنية . وتصريحات هذا الوزير على وجه الخصوص لها وزن كبير في اهتمامات وكالات الأنباء ، كونها تنعكس بشكل مباشر وفوري على أسعار النفط العالمية ، وهو بذلك مطالب بأن يحسب حساب كل كلمة قبل أن ينطق بها . وبعيدا عن ما تضمنه تصريح الوزير حول أسعار النفط واحتياطيات المملكة ، فإن ما لفت نظري في التصريح هو حديثه عن توجه المملكة للتوسع في إنتاج واستخدام الطاقة الشمسية ، متوقعا أن يكون إنتاج المملكة من الطاقة الشمسية مساويا لإنتاجها من الطاقة النفطية . هذا الكلام يحمل بالطبع كثيرا من الملامح الإيجابية ، ويأتي انسجاما مع ما كنت أطالب به في مقالي عن هذا الموضوع الذي نشرته الاقتصادية قبل عدد من الأسابيع ، مع أني لا أظن أن الوزير قال ما قال استجابة لمطالبي في ذلك المقال . بعد أن استمعت إلى التصريح تذكرت ذلك المنظر الذي أثار في نفسي حرقة ما بعدها حرقة عندما كنت في طريقي إلى المسجد الذي أرتاده كل أسبوع لأداء صلاة الجمعة ، وهو الطريق الذي يمر بطريق الملك عبد الله الذي دشنه أمير منطقة الرياض الأسبوع الماضي . المنظر الذي أغاظني كان منظر أعمدة إنارة طريق الملك عبد الله وهي مضاءة في وضح النهار ، وهو منظر بالطبلع لا يختلف عما نشاهده من هدر في الطاقة في كثير من الطرق والمباني الحكومية ، ولكنني اغتظت لأن طريقا مثل هذه الطريق ، تم إنشاؤه بمئات الملايين من الريالات ، وقام على تصميمه وتنفيذه كبريات الشركات العالمية ، ومع ذلك فات عليهم جميعا وعلى رأسهم الإخوة في هيئة تطوير الرياض أن تكون أعمدة الإنارة فيه تعمل بالطاقة الشمسية ، أو أن تكون مزودة بمؤقت زمني على أقل تقدير . تذكرت أيضا مشهد جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن عندما مررت بها ليلة الأربعاء الماضي عند وصولي عائدا من القاهرة ، وكيف كانت الجامعة مشتعلة بكل وحدات الإضاءة فيها بينما هي لم تدخل بعد حيز التشغيل الفعلي . بعد هذين المشهدين رأيت أن أقول لمعالي الوزير ، ليتك تعالج مشاكل الهدر في الطاقة بدل أن تتحدث عن مصادر طاقة جديدة ، فمشكلتنا ليست في توفر الطاقة ، بل هي في كيفية استخدامها وإهدارها دون وعي ودون ضمير .

هناك تعليقان (2):

  1. الهدر
    الهدر
    الهدر
    ((لقد اسمعت لو ناديت حيا ، ولكن لا حياة لمن تنادي))

    ردحذف
  2. زياد بريجاوي3 يونيو 2011 في 1:25 م

    أولاً : تصريحات غير مدروسة : هل تدري كم تكلفة الكلام الذي أدلى به وزير النفط غنها حوالي التريليون دولار على أقل تقدير , مثل تصريح وزير العمل والذي عمل شرخاً بين المقيمين والمملكة .
    التصريحات ومن وزير يجب أن تكون جداً مسؤولة وليست رمياً للكلام.
    الهدر : أوجه الهدر كثيرة وغير مسؤولة أيضاً وأحد أمثلتها المثال الذي طرحته.
    ويجب أن نلاحظ أن الشكل الجمالي للأعمدة المائلة وتقاربها الكثيف وكأنهاغابة أعمدة والزوايا الحادة للأشكال وكذلك أشكال البردورات الجديدة والغريبة والتي لا تتماشى مع وظيفتها بل إنها تخلق حوادث نحن بغنى عنها.
    تحياتي

    ردحذف