التجميل

الأربعاء، 15 يونيو 2011

اليوم 141

جلست كالعادة لمشاهدة نشرة أخبار الساعة الثامنة في قناة العربية لأتابع مستجدات الأخبار بعد أن غبت عنها لأربعة أيام متواصلة . الخبر الرئيس في النشرة كان عن الخسوف الكلي للقمر الذي ستشهده المملكة والمنطقة هذه الليلة ، حيث أفاد الخبر أنه سيكون الخسوف الكلي الأول الذي يشاهد في المملكة منذ أربعين عاما . عدت بذاكرتي إلى سنوات الطفولة محاولا أن أسترجع أية ذكريات قد أكون اختزنتها في عقلي الباطن عن مثل هذا الحدث عندما كنت في الرابعة أو الخامسة من العمر ، ولكن كل الصور التي استرجعتها في ذهني لم تكن بالوضوح الذي رجوته لأثبت لنفسي على الأقل مقدار قوة ذاكرتي . كل ما أذكره ولاح لي في تلك الصور هو كيف أن مثل هذا الحدث كان يتم التعامل معه بشكل تسيطر عليه المظاهر الدينية والروحانية ، فيشيع الخوف والهلع ، ويبادر الناس إلى الذهاب إلى الحرم النبوي الشريف لأداء صلاة الكسوف أو الخسوف ، وتلهج الألسن بذكر الله والدعاء برفع الغمة . وعلى مدى السنوات القليلة الماضية ، سيطر الحس المادي على مثل هذه الأحداث ، ولم يعد الناس يولونها مثل ذلك الاهتمام والتفاعل ، وأصبحو ينظرون إليها على أنها ظاهرة من الظواهر الطبيعية التي تقع وتمر دون أن ينتبه لها أحد ، اللهم إلا من يحملون شيئا من الاهتمام العلمي بالظواهر الفلكية ، أو يتابعونها من قبيل الفضول وحب الاستطلاع . ولأن الليلة هي ليلة خميس تقع في خضم ازدحام الامتحانات ، فإن كثيرا من الناس قد انخرطو بالفعل في برامج ومخططات ترفيهية دون أن ينتبه أحد إلى هذا الحدث أو يتفاعل معه . والحقيقة ، أن هذا الخبر قد أشاع في نفسي شيئا من الإحساس بالخوف الذي أعاد لي شيئا من مشاعر تلك الفترة من سنوات الطفولة ، خاصة وأن هذه السنة كانت منذ بدايتها مليئة بالكثير من أخبار الكوارث والمصائب والثورات والحروب ، علاوة على كثير من مشكلات الحياة الرتيبة والمصاعب المالية والأسرية التي جعلت هذه السنة بحق سنة كبيسة بأحداثها . عندها ، قمت إلى أداء صلاة العشاء ، ودعوت الله أن يجعل هذا الحدث الذي يخوف به عباده خاتمة للكوارث والمصائب ، وأن يجعل قابل أيامنا خيرا مما فات . عدت إلى المنزل وقد احمر قرص القمر ، ودخل في المرحلة الأولى من مراحل الخسوف المنتظر ، فجلست لكتابة هذه السطور وقد هدأت نفسي من ذلك الشعور بالخوف ، فيما ينتظرني أبنائي لأشاركهم برنامجهم الترفيهي لهذه الليلة ، وهو لحسن الحظ برنامج منزلي صرف ، إذ أن الرياض لا تضم كثيرا من البدائل لقضاء وقت ترفه فيها الأسرة مجتمعة عن نفسها .

هناك تعليق واحد:

  1. زياد بريجاوي15 يونيو 2011 في 11:41 ص

    ليلة الكسوف مميزة ,والجميع يتابعها لحظة بلحظة , آه لقد توحد الجميع في الاهتمام ,لحظة مميزة , ماذا أفعل والرياض لاتحوي سوى الزحام .

    ردحذف