التجميل

الجمعة، 17 يونيو 2011

اليوم 143

في طريق العودة من غداء الجمعة المعتاد توقفنا عند إحدى إشارات المرور في شارع التحلية ، وتوقفت بجواري سيارة من النوع الفاخر تضم مجموعة من الشباب السعوديين الذين يبدو أنهم كانو يتسكعون في الشوارع لملء فراغ يومهم الصيفي الحار . وعند الإشارة بادر سائق السيارة وفتح نافذة سيارته وألقى علبة سجائر فارغة في عرض الطريق . أزعجني هذا المنظر ، فتقدمت بسيارتي لأكون بمحاذة سيارته لأشير إليه بخطأ فعلته التي اقترفها . تقدم هو الآخر وكأنه آثر الابتعاد عن هذا الناصح المزعج ، ووجدته يكرر فعلته مرة أخرى ممعنا في الخطأ . نبهتني زوجتي إلى أن أولئك الشباب ربما يزعجهم امتعاضي مما يفعلون فأصبح وهم معي هدفا لشيء من الإزعاج الذي يمكن أن يأخذ مسارا تصعيديا غير محمود العواقب . ابتعدت عنهم بعد أن أضاءت إشارة المرور ، وتذكرت تلك الإعلانات التي أطلقتها أمانة الرياض حول تطبيق الجزاءات والغرامات لإلقاء المخلفات في الطرق . تساءلت عن هذه الأنظمة والقوانين والمخالفات والغرامات التي تسن وتفرض من وقت لآخر دون أن تجد لها سبيلا إلى الاحترام والتطبيق في ظل غياب الرقابة والتفعيل على أرض الواقع . تذكرت منظر ذلك الشرطي في صالة الوصول في مطار الملك خالد وهو يدخن سيجارته تحت تلك اللوحة الكبيرة التي تعلن بدء تطبيق منع التدخين في مطارات المملكة ، وتذكرت كذلك منظر سائق سيارة الأجرة الذي يفتح باب سيارته ليبصق على الطريق بينما علبة المتاديل قابعة بجواره . أفضل دليل على أن الناس لا يطبقون القوانين في غياب الرقابة هو ما نراه عند إشارات المرور من تصرفات متباينة . فالإشارات التي تم تركيب كاميرات ساهر حولها تشهد كما رائعا من الالتزام ، حتى أن الناس أصبحو يبادرون إلى التوقف في اللون الأصفر قبل الأحمر . بينما في الإشارات التي لا ساهر فيها يختلط الحابل والنابل ، وترى الناس يعبرون الإشارة في كل الألوان وكأنهم مصابون بعمى الألوان . ولأن نظام ساهر لا يستطيع أن يراقب كل إشارة وكل شارع وكل حارة وكل زنقة ، فإنه سيظل نظاما فاقدا للفعالية إن لم يسبقه جهد تربوي وتوعوي . وعندما يصبح تطبيق الأنظمة نابعا من حسن الخلق والوازع الديني والاجتماعي واحترام الآخرين عندها تصبح هذه الأنظمة ذات فعالية ، حتى ولو لم تحقق عائدا ماليا من ذلك الكم الذي سال له لعاب شركة ساهر والشركات الشقيقة .

هناك تعليقان (2):

  1. صلاح الدين الحمود18 يونيو 2011 في 4:08 ص

    يوجد برنامج عين النظافة لدى الامانة ، وانا احد هذه الاعين ، لذى انصحك بعدم القرب مني عندما تراني على الطريق ربما ( اصيدك ) ترمي حاجة ، ومن ثم تنطبق عليك الآية ( تأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم ).
    النظافة عادة وعبادة اخي خالد ، ولكن من يعي ذلك.

    ردحذف
  2. زياد بريجاوي22 يونيو 2011 في 1:13 ص

    مدونتك اليوم اخلاقية وتربوية وتصلح لتكون درساً لطلابنا في مدارسهم فهم من سيلغي هذه العادة أو يستمرون فيها ,أما الجيل الحالي فقد انتهى الأمل منه لأنه من شب على شيئ شاب عليه , إلا من عود نفسه على التعلم والتطور والحلم (إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم ),وهؤلاء قلة قليلة , على كل حال أعجبني تعليق صلاح الدين حمود( تأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم وهي دعوة للجميع بأن يراقبوا أنفسهم قبل الآخرين.
    تحياتي

    ردحذف