التجميل

السبت، 25 يونيو 2011

اليوم 151

بدأ صندوق التنمية العقاري اليوم برنامجه الجديد الذي يمكن المواطنين من تقديم طلباتهم للحصول على قروض الصندوق عبر بوابته الإلكترونية وفق التنظيم الجديد الذي لا يشترط ملكية أرض للتقدم للحصول على قرض . قبل هذا اليوم كان عدد المنتظمين في قائمة انتظار قروض الصندوق قد بلغ حوالي 500 ألف مواطن . واليوم شهد الصندوق تقديم أكثر من 900 ألف طلب في يوم واحد فقط ، أي أن عدد طلبات اليوم يعادل تقريبا ضعف قائمة الانتظار السابقة المتراكمة منذ تأسيس الصندوق منذ حوالي أربعين عاما . وبعد هذا الرقم القياسي الذي سجله الصندوق اليوم في عدد الطلبات ، أصبح إجمالي عدد طلبات القروض المطلوبة من الصندوق حوالي 1.4 مليون طلب تبلغ قيمتها الإجمالية 700 مليار ريال . هذه القائمة ستطول بكل تأكيد ، فاليوم هو اليوم الأول فقط ، والكثيرون سيتقاطرون في الأيام التالية للانضمام إلى هذه القائمة من الناس الذين يريدون أن يمسكو سرابا يلوح في الأفق . وحتى لو أوقف الصندوق تسجيل الطلبات واكتفى بقائمة اليوم المهولة ، فإن آخر شخص سجل اليوم سينتظر 70 عاما للحصول على القرض ، هذا بافتراض أن الصندوق سيستمر دون انقطاع في منح معدل يبلغ 20000 قرض في السنة . ومن قبيل الصدفة البحتة ، كنت أتحدث اليوم مع أحد أعضاء مجلس الشورى الموقر في نقاش معمق حول قضية الإسكان وإمكانات الحل ، وتطرقت في حديثي إلى الصندوق وآلياته البالية في معالجة هذه المشكلة ، وكيف أنها كانت سببا مباشرا في خلق المشكلة من الأساس . الأنكأ ، أن كثيرا ممن حان دورهم في قائمة انتظار القرض لم يستطيعو استلامه والاستفادة منه ، حيث أنهم جميعا لا يملكون الأرض التي يمكن لهم أن يقيمو عليها مساكنهم ، كما أن قيمة القرض لا تكفي لبناء مسكن ملائم بالأسعار الحالية . وحتى من أراد منهم شراء شقة سكنية بهذا القرض ، بمن فيهم العبد الفقير إلى الله ، صدمو بأسعار الشقق السكنية القليلة المتوفرة في سوق العقار ، والتي بلغت أسعارها عنان السماء في تضخيم مفتعل من أهل العقار لاقتناص ثمرة هذا الطلب الرهيب على الوحدات السكنية . وفي ظل قصور العرض في سوق الوحدات السكنية من جهة ، وارتفاع أسعار الأراضي ومواد البناء من جهة أخرى ، فإن تحقيق حلم المسكن سيظل بعيد المنال ، حتى لو وزع الصندوق قسائم تسجيل طلبات القروض على الناس . الشيء الوحيد المفرح في هذا الخبر ، أن البوابة الإلكترونية لهذا البرنامج تمكنت من استقبال هذا الطوفان الهائل من الطلبات دون أن يصيبه أي عطل أو بطء . ومن هنا أدعو وزارة العمل أن تستفيد من خبرة الصندوق في مجال تقنية المعلومات لمعالجة المشكلات التقنية التي يواجهها موقع الوزارة وبرنامج نطاقاتها المزعوم .

هناك تعليق واحد:

  1. زياد بريجاوي25 يونيو 2011 في 2:51 م

    أنت تناولت المشكلة القادمة في صندوق التنمية العقاري , ما هكذا تورد الإبل يا صندوق التنمية , أنهم يوجدون مشكلة جديدة تٌضاف للمشاكل السابقة ,إنهم يعملون على مبدأ دعهم يتقدمون ويحلمون ويفرجها ربك بعدها و المهم اللحظة الراهنة أي بصراحة تنفيس أي حالة احتقات لدا الناس في ظل ثورات الربيع العربي وتاثيرها عل الناس, لماذا لا يقولون للناس آلية صرف هذه القروض والاطار الزمني لها , أي عند تقديم أي طلب ,تُرسل رسالة إجابة بأن قرضلك سحين بعد 150 سنة مثلاً .
    أما وزارة العمل وبرنامج النطاقات فهو موضوع ىخر يحتاج لمساحة واسعة لمناقشته وبالمجمل هو برنامج فاشل وميت ونتائجه ستأتي قريباً عبر حالات الاستعصاء الضخمة التي ستتولد عنه.
    تمنياتي للشعب السعودي يالرفاه.

    ردحذف