التجميل

السبت، 4 يونيو 2011

اليوم 130

يبدو أن كثرة السفر وتغيير الأجواء وغبار الرياض والتعرض للحرارة اللاهبة في صيف الرياض المبكر كل ذلك أضعف قدرتي على مقاومة المرض ، أو أن هذا الضعف هو أحد علامات التقدم في السن . إذ استيقظت اليوم أعاني من وعكة صحية ألزمتني الفراش ومنعتني من الذهاب للمكتب بالرغم من تراكم متطلبات العمل بعد غيابي لعدد من الأيام لدواعي السفر . ومع ذلك ، فقد تحاملت على نفسي وحضرت اجتماعا لم أندم على حضوره بالرغم من أنني عدت منه منهكا أيما إنهاك . الاجتماع كان لجمعية أواصر التي أنتمي إليها مع هيئة حقوق الإنسان ، غرضه بحث سبل التعاون بين الهيئة والجمعية . وفي هذا الاجتماع دار حديث شفاف حول ممارسات السعوديين في الخارج ، وتلك السمعة السيئة التي طبعت السعوديين حول اندفاعهم المحموم لتكوين علاقات مع النساء في الدول الأخرى ، سواء منها الشرعية الرسمية ، أو الشرعية المزيفة التي تتم عبر اتفاقات زواج عرفية مؤقتة ، أو حتى غير الشرعية منها . وكل هذه العلاقات تنتج كثيرا من المشكلات المعقدة ، بما فيها مشكلات الأبناء الذين يخلفهم آباؤهم في تلك الدول بعد أن يقضو وطرهم من أمهاتهم ، ويعودون إلى المملكة ليعيشو حياتهم الرتيبة دون أن يهتز لهم جفن جراء ما اقترفته أيديهم . الاجتماع دعا إلى تقنين الإسراف في فتاوى مظاهر الزواج التي أصبحت سائدة في مجتمعنا في الفترة الأخيرة ، بما فيها زواج المسيار والمسفار والصداقة وغير ذلك من صور الزواج التي تتعارض مع مفهوم الزواج ومبادئه الأساسية في تأسيس أسر صالحة . مشاركتي الوحيدة في الاجتماع كانت عبر الدعوة للنظر بجدية للمشكلات التي تعاني منها النساء السعوديات اللائي تزوجن من أجانب ، سواء منهن من هن يقمن في المملكة ، أو من يقمن في بلدان أزواجهن . أحد الحضور ضرب مثلا على هذه المشكلة في رجل يمني سرق بطاقة هوية وطنية لأحد المواطنين السعوديين ، وقام بتزييفها ووضع صورته عليها ، وقام بموجبها بالزواج من سيدتين سعودييتين في مكان ما من جنوب المملكة ، وأنجب منهما عددا من الأبناء . وبعد أن افتضح أمره ، بادرت إدارة الجوازات بالقبض عليه وترحيله إلى بلده ، تاركا وراءه زوجتيه وأبناءهما دون معيل ، ودون أن يحصلو على أية مستندات أو وثائق رسمية من تلك التي يحتاجون إليها لقضاء شئون حياتهم ، حتى أن الأبناء بلغ بعضهم سن الحادية عشرة دون أن يتمكنو من الالتحاق بمقاعد الدراسة . هذه الحالة وغيرها الكثير تشكل ظاهرة خطيرة ، ليس فقط كونها تخلو من الإنسانية ، ولكن لأنها أيضا تنشيء أجيالا يمكن أن يكونو عرضة للانحراف والإنجراف في مسالك الفساد والإرهاب . فهل يخرج مجلس الشورى الذي يدرس هذه الظاهرة في هذه الأيام بقرارات حاسمة وشافية تعالج هذه الظاهرة ؟ .

هناك تعليق واحد:

  1. البرد والزكام حالة لايخلو منها اي بيت في هذه الاجواء سواء تقدم السن او تاخر..
    سلامتك م. خالد

    ردحذف