التجميل

الأربعاء، 29 يونيو 2011

اليوم 155

التأم شمل الأسرة في دبي حيث وصلنا إليها هذه الليلة . هذه المدينة التي عانت خلال السنوات الثلاث الماضية الأمرين بعد الأزمة المالية العالمية أصبحت المستفيد الأكبر من الأحداث العاصفة التي يعيشها العالم العربي ، إذ باتت قبلة السياح الوحيدة في المنطقة التي لا زالت تتمتع بالاستقرار والأمن . الطائرة كانت ممتلئة عن بكرة أبيها ، وكالعادة عشنا فترة من التأخير الذي يقوم فيه طاقم الطائرة بحل مشكلة جلوس الركاب في مقاعدهم ، وخاصة العوائل الذين يتركون حجز مقاعدهم للحظة الأخيرة ليجدو أن مقاعدهم متفرقة في الطائرة ، ويصرون على أن يغير الركاب الآخرون مقاعدهم ليجلسو بجوار بعضهم البعض . لا أدري لماذا لا يقوم هؤلاء بحجز مقاعدهم في وقت مبكر إن كانو بهذا الحرص على أن تكون مقاعدهم متجاورة . مرت الرحلة على العموم بشكل سلس ، ووصلنا إلى مطار دبي الذي عشت فيه لحظات من غضب جارف . إذ عندما وقفت في طابور الجوازات ، فوجئت بذلك الشخص ، وهو سعودي بالمناسبة ، يدفعني من الخلف بعنف ليتجاوزني في الدور ويقف أمام موظف الجوازات دون اعتبار لهذا الكائن الذي يسبقه في الدور . لم أملك نفسي من الانفعال ، وذهبت إليه لألومه على هذا المسلك الذي يسيء إلى صورتنا كسعوديين . رده كان أسوأ من فعله ، إذ قال لي أنها المرة الأولى التي يأتي فيها إلى دبي . قلت له ، وهل الالتزام بالطابور واحترام الآخرين يختلف في الرياض عنه في دبي . ارتفعت أصواتنا عاليا ، فبادرت زوجتي إلى تهدئتي ، وشاركها في ذلك موظف الجوازات الإماراتي الذي لم يخل من لطف وظرف . غضبي لم يكن سببه أنني تأخرت في إتمام إجراءات المرور ، ولكنني غضبت لأن هذا الشخص قدم صورة قاتمة لذلك النمط الاستعلائي الذي يطبع كثيرا من السعوديين . وأنا واثق من أنه لم يكن ليفعل فعلته لو أنني كنت مرتديا الزي السعودي ، ولكنه عندما رآني بتلك الهيئة افترض تلقائيا بأنني غير سعودي ولا خليجي ، ورأى أن من حقه أن يتخطاني بتلك الهمجية . بالطبع ليس كل السعوديين كهذا الشخص ، ولكن أمثاله هم من يقدمون صورة سلبيه للسعوديين في الخارج ، وهم من يدفع كثيرا من السعوديين المحترمين لينفو انتماءهم لهذا البلد عندما يتواجدون في الخارج .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق