التجميل

الخميس، 23 يونيو 2011

اليوم 149

عطفا على حديث الأمس عن التحقيق في كارثتي جدة ، وما يشهده من تباطؤ وتجاهل بلغ ذروته بالإفراج عن كافة المتهمين وإعادتهم إلى مواقع عملهم ، فقد تلقيت عددا من التعليقات والاتصالات من بعض الإخوة القراء حول هذا الموضوع الذي يبدو أنه نكأ جرحا غائرا لدى الكثيرين . بعض هؤلاء الإخوة أشار إلى اجتماع مجلس منطقة مكة المكرمة الذي عقد قبل عدة أيام ، والذي تم فيه استعراض واقع المشروعات الجارية في المنطقة . تذكرت ما قاله وكيل إمارة المنطقة من أن نسبة المشروعات المتعثرة في المنطقة لا تزيد على 13% من مجمل المشروعات الجاري تنفيذها ، ويقع معظمها في قطاعي الصحة والتعليم . هذا الحديث أثار استغرابي كما أجزم أنه أثار استغراب الكثيرين ممن استمعو إليه . فما تعيشه منطقة مكة المكرمة بمختلف مدنها الكبرى والصغرى من ترد في الخدمات والبنية التحتية والعمرانية يثير الكثير من التساؤلات حول صحة هذه المعلومة . في آخر مرة زرت مدينة جدة قبل حوالي الأسبوعين رأيت عددا من مشروعات الجسور والطرق التي لا زالت تعاني التعثر منذ أكثر من ثلاث سنوات . ومشروع مدينة الملك عبد الله الاقتصادية بمفرده يمثل حالة مزعجة من التعثر التي لن يفك عقدتها هذا النمط من إدارة التطوير حتى مع قرض المليارات الخمسة التي قدمتها وزارة المالية . ومثله أيضا الكثير من المشروعات العقارية التي لا زالت حبرا على ورق ، أو بقيت حفرا امتلأت بمياه أمطار الكارثة . وحتى لو صدقت الأرقام التي أوردها الخبر ، فإن قطاعي التعليم والصحة يقعان في مقدمة قطاعات التنمية ، والتعثر في مشروعاتهما يوقع ضررا يفوق بكثير الضرر الذي يحدثه تعثر تنفيذ المشروعات العقارية والتجارية التي تدور حول جدواها الكثير من علامات الاستفهام . واليوم عرضت المحطات الإخبارية حديثا لأمير المنطقة حول تعثر بعض الشركات التي تم منحها امتيازات تطوير بعض المناطق العشوائية ، حيث لوح بالتهديد والوعيد لتلك الشركات ، وخص منها شركة خزام . ولا أدري إن كان هذا المشروع وبقية مشاريع تطوير العشوائيات قد تم وضعها ضمن النسبة المعلنة للمشاريع المتعثرة . وعلى أي حال ، فإن هذا التهديد والوعيد يظل فاقدا للفعالية في ظل الآليات والإجراءات العقيمة التي تتبعها وزارة المالية وبقية أجهزة الدولة في إدارة مشاريع التنمية . وأنا في الخلاصة لا أجد فرقا بين حالة تطوير المشاريع في القطاعين العام والخاص ، فكلاهما يعيش حالات من التعثر التي يندى لها الجبين ، وكلاهما يشتكي من أسباب وظروف مختلفة يتذرعون بها لتبرير هذا التعثر .

هناك تعليق واحد:

  1. زياد بريجاوي23 يونيو 2011 في 10:34 ص

    هل لديك سبباً لهذ التعثر , علاقات من تحت الطاولة تتم, دوافعها الطمع وأخذ مكتسبات بدون دراسة مما أدى الى هذه النتيجة , لايوجد تخطيط واضح ومدروس ومتابعة ومراقبة وحلول بديلة لانجاز المشاريع , وما هي النظرة القادمة المتوقعة , المسؤول وغيره لايهتمون بالعمل المهم لديهم هو الاجازات الصيفية والسفرات والمتع الآنية وبعدين بيفرجها الله وهكذا تمضي الأيام وعمل يتم كرد فعل وليس تخطيط للفعل.تحياتي

    ردحذف