التجميل

الثلاثاء، 21 يونيو 2011

اليوم 147

تصلني من وقت لآخر دعوات متفرقة لحضور كثير من الندوات والمحاضرات والمؤتمرات والديوانيات الاجتماعية والثقافية ، إذ يبدو أن هذه المحافل أصبحت وسيلة لتحقيق أغراض متعددة ، بين دفع الحراك الثقافي ، إلى توثيق العلاقات الاجتماعية ، علاوة على كثير من الظهور والبحث عن البروز الإعلامي . وغرفة الرياض التجارية الصناعية تلعب هذا الدور عبر ما تنظمه وتدعو إليه من محاضرات وندوات وملتقيات يدور معظمها حول مواضيع اقتصادية الطابع بحكم اختصاص الغرفة . وصلت للتو إلى منزلي قادما من الغرفة حيث حضرت محاضرة للدكتور ناصر التويم حول المنشآت الصغيرة والمتوسطة ورؤيته حول ما أسماه نظرية الإدارة الرشيقة . المحاضر قدم في محاضرته قراءة لواقع هذه الشريحة من المنشآت ، وهو الواقع الذي وصفه بالحزين حيال ما يشوبه من إهمال وما يواجهه من عوائق وعقبات . والحقيقة أن هذه المحاضرة كانت بحق ممتعة في شمولية الرؤية التي قدمتها ، ولكنها كانت ككثير من هذه المحاضرات موجهة للمستمع الخطأ ، إذ لم يكن من بين الحضور أي من مسئولي الشركات الكبرى أو البنوك التجارية أو المؤسسات الحكومية ذات العلاقة أو حتى أعضاء مجلس إدارة الغرفة التي نظمت الحدث . ومع أن المحاضرة شهدت في ختامها كما هائلا من المداخلات والتعليقات من الحضور ، إلا أنني تمكنت من اختطاف المايكروفون لأعلن ما اعتمل في نفسي من انطباعات حول هذا الموضوع . قلت للمحاضر الكريم أن هذا الموضوع ، مثله مثل كثير من القضايا التي يعاني منها المجتمع ، يدور حولها الكثير من الحديث والنقاش والجدل في كثير من المحافل ، بما فيها ذلك الجدل الدائر في مجلس الشورى ، وما صدر عنه من قرارات هي في حقيقتها توصيات لا ترى النور . وكالعادة ، فإن الموضوع يظل دوما بمنأى عن وضع حلول جذرية شمولية مبنية على فهم عميق لجذور المشكلة . قلت له أيضا أن المبادرة لا يمكن أن تأتي من القطاع الحكومي المثقل بالبيروقراطية والفكر الفردي في العمل ، وإنما يجب أن تأتي من تلك الكيانات التجارية الكبرى والبنوك التي تكدس أرباحها الفلكية عاما بعد عام . وبما أننا كنا في رحاب الغرفة التجارية الصناعية ، فقد ألقيت أيضا باللائمة على الغرفة ومثيلاتها في مدن المملكة الأخرى ، فهي لم تقم حتى الآن بأكثر من جهد يقع في درجة رفع العتب ، ودعوت الغرفة لأن تؤسس صندوقا للاستثمار المغامر في الكيانات الناشئة ، خاصة وهي تجبي مختلف أشكال الرسوم من كل الكيانات التجارية العاملة في المدينة . وإلى أن يرفع أحد راية المبادرة بالفعل بدلا من القول ، فستظل هذه المشكلة تراوح مكانها ، مثلها في ذلك مثل مشاكل الإسكان والبطالة وغيرها من المشاكل التي يعاني منها المجتمع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق