التجميل

الأحد، 26 يونيو 2011

اليوم 152

البنوك التجارية وبمساندة من مؤسسة النقد خلقت بعبعا جديدا ترعب به المواطنين ، وكأنها لم تكتف بتلك السطوة التي تمارسها عبر إمساكها بمفاتيح التمويل ، وتحكمها في من يحصل عليها وفق معايير كثيرا ما تبعد عن المهنية واحترافية العمل البنكي . هذا البعبع إسمه شركة سمة للمعلومات الائتمانية ، وبدأ يفرض وجوده في حياة الناس بشكل خانق . وجود شركات للمعلومات الائتمانية أمر مهم جدا في عالم التمويل ، وبدونها يرتفع سقف المخاطر في منح القروض والتسهيلات البنكية ، وترتفع معه تكاليف مثل ذلك التمويل . ولكن النمط الذي تعمل به هذه الشركة يحمل كثيرا من أوجه القصور . والمشكلة أن المعلومات عن تعثر الفرد أو الشركة يتم إدخالها من قبل جهات التمويل دون أن تقوم شركة سمة بأي جهد لتدقيق تلك المعلومات ، والتأكد من أنها لا تعكس موقفا متحاملا من البنك أو أحد موظفيه ، أو حتى خطأ بشريا يمكن أن يتسبب في إيقاع الضرر بالشخص الذي سجلت عليه الملاحظة . كما أن تلك الجهات تهتم بتسجيل حالات التعثر بحرص مطلق ، ولا تهتم بالاستعجال في رفع تلك الملاحظات بعد أن يقوم العميل بسداد ما عليه من استحقاقات . والأدهى من ذلك ، أن شركة سمة لا تملك أية صلاحية لتصحيح مثل ذلك الخطأ حتى لو أثبت المتضرر خطأ تسجيل الملاحظة ، وذلك لأن مؤسسة النقد منعت الشركة من أداء هذا الدور ، وفرضت أن تحصر تلك الصلاحية في ذات الجهة التي سجلت تلك الملاحظة ، لتكون بذلك الخصم والحكم في ذات الوقت . ومنذ الأسبوع الماضي وأنا أسعى بجهد جهيد لمعالجة ملاحظة سجلها أحد البنوك زعم فيها أنني أصدرت شيكا بدون رصيد ، وطلبت مني شركة سمة أن أعالج المشكلة مع البنك كونه هو الوحيد الذي يملك صلاحية رفع الملاحظة من سجلي الائتماني . وعندما قمت بمراجعة البنك عجزت عن الحصول على صورة عن ذلك الشيك المزعوم ، إذ أفاد البنك أنه لم يتمكن من الحصول على ذلك المستند برغم تقديم طلب رسمي بذلك لثلاث مرات متتالية . قلت لمسئول البنك ، إذا كان البنك لا يملك مستندا يثبت صحة ادعائه ، فكيف قام بتسجيل تلك الملاحظة في سجلي الائتماني ، ولماذا صمت البنك أكثر من سنة كاملة بعد إصدار الشيك المزعوم في شهر إبريل من العام 2010 ليسجل الملاحظة في مايو من العام 2011 . الأنكأ ، أن الشيك موضوع الخلاف صادر من المؤسسة التي أملكها وأديرها كما يقول البنك ، فلماذا قام البنك بتسجيل الملاحظة في سجلي الائتماني الشخصي عوضا عن سجل المؤسسة الائتماني . وبين مكابرة البنك الذي لا يريد أن يعترف بخطئه ، وعجز شركة سمة عن التدخل في نظام لا تملك عليه أي سلطة ، ووقوف مؤسسة النقد موقف المتفرج ، أصبحت كالغريق الذي يبحث عن طوق نجاة ، إذ حتى تتم معالجة هذه المشكلة ويتم تنظيف سجلي الائتماني فإنني سأبقى عاجزا عن الحصول على أي نوع من أنواع التمويل ، بما في ذلك إيقاف التعامل بالطباقات الائتمانية التي أصبحت أحملها وزنا إضافيا في محفظتي .

هناك تعليق واحد:

  1. زياد بريجاوي26 يونيو 2011 في 12:32 م

    أنت تتكلم عن مشكلة حقيقية فعلاً وبدون مجاملة وانا أعانيها مع جهات أخرى , ولكن القاسم المشترك عدم وجود آلية لحل أية خلافات مع الجهة صاحبة الاشكال مثل البنك أو قسم خدمة مابعد البيع بإحدى الشركات ,يجب وجود تسلسل اداري في مراجعة المشكلات وصولا الى الشخص الذي بيده صلاحيات كبيرة في حال عدم تمكن الصفوف الأولى من حلها وفي مدة زمنية قصيرة لحل اية مشكلة مهما كانت , أين مصداقية هذه الجهات في خدمة ما بعد البيع أو البنوك .
    الذي يجري هو البيع وبعدها يذهب الزبون بحريقة.
    الله يصبرك ويعنيك ولك الله معين , وعليك بالسعي الحثيث مع التطنيش على طول المدة.
    تحياتي

    ردحذف