التجميل

الاثنين، 4 يوليو 2011

اليوم 160

عشت اليوم أولى تجاربي مع دائرة حكومية في بلد آخر غير بلدي ، إذ مررت بتجربة التقدم بطلب إصدار رخصة قيادة لزوجتي العزيزة من إدارة مرور الشارقة . ولمن لا يعرف الفوارق بين الإمارات السبع ، فإن إمارة الشارقة هي أكثرها التزاما بنمط معيشي محافظ وملتزم بالمباديء الشرعية . ففي هذه الإمارة لا تقدم الخمور في أي من مطاعمها أو فنادقها ، وحتى الشيشة تعد من المحرمات ، ولا ترى امرأة تسير في أي مكان بمظهر خليع مبتذل ، علاوة على أنها تضم نسبة كبيرة من المواطنين بما يجعلها تحمل شيئا من الهوية المحلية على عكس جارتها دبي . مقر دائرة المرور مقر بسيط في مبناه ، ومع ذلك فإنه يعطي انطباعا جيدا من ناحية التنظيم والنظافة ووضوح الإجراءات ، والأهم من ذلك تلك البشاشة وذلك اللطف الذي يتعامل به الموظفون في هذه الدائرة مع الناس بمختلف صنوفهم ومشاربهم وجنسياتهم دون عنصرية أو تمييز . المقر كان مقسما بشكل واضح إلى إدارات منظمة يختص كل منها بفرع من فروع اختصاص الدائرة ، كما يضم قسما منفصلا يختص بتقديم خدمات الدائرة للسيدات فقط . أنهينا إجراءات طلب الرخصة بشكل سلس خلال نصف ساعة فقط ، وانتقلنا بعدها إلى مدرسة تعليم القيادة للتسجيل في برنامج تعليم واختبار القيادة . تجربة اليوم أنهت في قناعتي أي تجاذب حول إمكانية قيادة المرأة للسيارة في المملكة ، إذ أن إمارة الشارقة تمثل نموذجا يكاد أن يكون مطابقا لنمط الحياة في المملكة . بل إن بعض مدن المملكة تعرف أشكالا من الانفتاح والاختلاط لا تراها في الشارقة . الفارق في رأيي أن الممارسات الدينية في الشارقة تنبع من قناعات الناس وتنعكس على تصرفاتهم وعلاقاتهم مع بعضهم البعض دون تشكيك أو ريبة ، أما في المملكة ، فإن كثيرا من الأمور يتم فرضها وتحديدها على الناس باسم الدين وكثير منها ليس له اية علاقة به من قريب أو بعيد ، علاوة على أن تلك الممارسات تتم لإرضاء الآخرين وليس انطلاقا من قناعات شخصية . وعودا على الموضوع الرئيس ، فإذا كانت المرأة تقود السيارة وتنجز كل ما يتعلق بذلك من إجراءات في مدينة مثل الشارقة بذلك اليسر والسلاسة فإنها ستفعل ذلك دون عناء في المملكة ، أو على الأقل في بعض مدنها على سبيل التدرج . ومن جهة أخرى ، فإن هذه الروح التي رأيتها في هذه الدائرة الحكومية الإماراتية هذا اليوم ينبغي أن تشكل حدا أدنى لما يجب أن تكون عليه الدوائر الحكومية في المملكة ، فهل لوزارة الداخلية من سبيل إلى الاقتداء بمثل هذه الدائرة . أرجو أن يأتي تعيين مساعد وزير الداخلية الجديد ليكون سندا لوالده في تطوير واقع الخدمات في وزارة الداخلية ، علها تكون نموذجا لبقية الوزارات ، خاصة تلك التي يقوم الجيل الثاني فيها بخلافة الجيل الأول بما يحقق استمرارية الفكر والتطبيق .

هناك تعليق واحد:

  1. زياد بريجاوي4 يوليو 2011 في 12:30 م

    إجازة ممتعة و أليس كذلك والسؤال ما فائدة استخراج رخصة قيادة في الشارقة ,هل ستصبح الامارات وجهتكم الدائمة خلال أيام السنة ؟.
    تحياتي

    ردحذف