التجميل

الأحد، 31 يوليو 2011

اليوم 187

الليلة هي أولى ليالي شهر رمضان المبارك ، وأرجو أن يكتب الله لنا فيه الخير كله وأن يجزل للصائمين والقائمين أجرهم . ومنذ الصباح ، بل منذ أيام الأسبوع الماضي ، بدأت تتكاثر رسائل التهاني على الهاتف الجوال والبريد الإلكتروني بحلول الشهر الكريم . وأنا في الحقيقة أتأرجح في موقفي بين القبول والرفض لهذا النمط في التواصل والتهنئة بمثل هذه المناسبات . فمن جهة تمثل الرسائل حدا أدنى من وسائل التواصل أعده أقل القليل الذي يعد خيرا من عدمه . ومن جهة أخرى أعده شكلا من أشكال مادية الحياة التي طغت في هذا العصر ، وأصبحت خالية من المشاعر والأحاسيس الحميمة . وكنت قد عقدت العزم منذ أن عدت ليلة البارحة من الدوحة على أن أتخطى تلك الحواجز التقنية في التواصل ، وأن أحاول الاتصال بشكل مباشر على الأقل بالدائرة المباشرة من الإخوان والأقارب . واليوم ، وبعد أن أنهيت يوما طويلا من العمل كان الكثيرون فيه يسابقون الزمن في اليوم الأخير من العمل قبل الصيام ، بدأت محاولاتي للاتصال بأولئك الأقارب والأصدقاء ، بمن فيهم من شابت علاقتي معهم شوائب الزمن الغادر ، إذ آليت أن أبدأ صيامي بنفس صافية من أي غل أو حقد ، وأن أبادر بطلب الصفح حتى لو كنت صاحب حق في أي خلاف أو اختلاف . المؤسف أن تلك المحاولات لم تكن كلها محاولات ناجحة ، إذ أنه يبدو أن بعض الناس لم يتنسمو عبير هذا الشهر الكريم ، ولم يشعرو بفضله ، فرأو أن الخلاف لا يحل بمجرد السلام وإلقاء التهنئة ولو في مثل هذه المناسبة الخاصة . مثل هؤلاء لا أدري ما الذي يمكن أن يزيل الغضب من صدورهم ، وأرجو ألا يتطلب ذلك صدمة من صدمات الدهر التي لا يمكن ردها حين لا ينفع الندم . ولمن قبل مني الاعتذار وأجابني في مسعى نشر التسامح أبث شكري وخالص تقديري ، فهذه الدنيا لا تستحق أن نضيع وقتنا فيها في الغضب والخلافات والأحقاد . وعلى أي حال ، أرجو أن يكون حال أولئك الغضبى في عيد الفطر المبارك أفضل مما وجدته منهم هذه الليلة ، عل نفحات الشهر الكريم تفعل فعلها على مدى أيام صيامه وقيامه . وكل عام وأنتم جميعا بخير وعافية .

هناك تعليق واحد:

  1. زياد بريجاوي31 يوليو 2011 في 12:43 م

    رمضان مبارك عليك , وكل عام وأنت بخير أنت وأسرتك الكريمة , طبعاً سأحاول لقاءك والمباركة شخصياً حسب ما يقتضيه وقتك ووقتي .
    تحياتي

    ردحذف