التجميل

السبت، 16 يوليو 2011

اليوم 172

أجواء الرياض اليوم كانت مشتعلة أكثر من أيام الصيف المبكر الذي اجتاحها منذ حوالي الشهرين . خرجت من مقر العمل مساء اليوم وركبت سيارتي المركونة في ظل المبنى لأجد المؤشر يعلن أن درجة الحرارة 48 كانت درجة مئوية . أشعلت التكييف وأنا أتحسر على هذا الصيف الذي منعتني ظروف العمل ودراسة ابنتي من اقتناص فرصته للسفر إلى أي مكان هربا من هذا اللهيب . وبينما كنت في طريق العودة ، وعندما دخلت الحي الذي يضم منزلي ، لاحظت كثيرا من فروع وأوراق الأشجار ملقاة على جنبات الطريق ، ورأيت عددا من العمال التابعين لإحدى شركات التشجير المتعاقدة مع الأمانة وهم يقومون بقصقصة أوراق وفروع الأشجار ليبدعو تلك الأشجار الهندسية الغريبة التي نراها في كل مكان . أنا لا أدري من هو ذلك المخترع العبقري الذي أبدع هذه الفكرة العجيبة . ولا أدري من المسئول عن استمرار هذه الظاهرة السخيفة . كنت أؤمن دوما أن المظهر الطبيعي للأشجار أجمل بكثير من تلك الأشكال الغريبة التي تنتج عن تلك القصقصة والتشذيب . والآن وفي هذا الصيف الملتهب يصبح الأمر أكثر سخفا ، إذ أن تلك الأفرع المقطوعة كان يمكن بها أن تتسع مساحة الظل في تلك الطرق لتخفف ذلك اللفح الذي يشع من الطرقات المزفتة . المشكلة أن تلك الشركات تحصل على مبالغ مجزية من تلك العقود التي يتم بها تكليفها بأداء هذه المهام التخريبية التي تشوه المشاهد الطبيعية لتلك الأشجار ، وتصبح الأمانات بذلك كمن يهدر ماله ليشتري وبالا عليه . وأنا لا أدري في الحقيقة إن كانت الأمانة تعتبر هذا العمل على رأس قائمة أولوياتها مقارنة بإصلاح تلك الحفر التي تملأ الطرق الرئيسية والفرعية ، أو معالجة منظر حاويات النفايات التي تشوه مظهر الطرق والأحياء ، وتفيض بما تحويه من مخلفات خاصة عندما يحلو للقطط أن تعبث بها بحثا عما يمكن لها أن تقتات به من بقايا الولائم وأطعمة المنازل . مسألة إدارة الأولويات مسألة تدور حولها دوما كثيرا من التساؤلات ، وقصقصة أفرع الأشجار وتشكيلاتها الهندسية بالتأكيد هي هدر ينضم لأشكال أخرى كثيرة من أوجه الهدر .

هناك تعليق واحد: