التجميل

الاثنين، 25 يوليو 2011

اليوم 181

بينما كنا ننتظر ضيفا علينا في اجتماع كان يفترض أن ينعقد صباح اليوم ولم ينعقد إلا بعد صلاة الظهر بعد وصول ذلك الضيف ، قص علينا أحد الإخوة قصة من النوع المضحك المبكي . قال لنا أنه التقى يوما في مطار الرياض بأحد كبار رجال الأعمال المعروفين في المملكة . وبعد التعارف سأل صديقي رجل الأعمال عن وجهته فقال إنه متجه إلى دبي في رحلة عمل . فقال له صديقي أن قريبا له يشغل وظيفة عليا في سفارة المملكة بالإمارات ، وأنه يمكن أن يعينه على أي أمر قد يحتاج فيه إلى عون في ذلك البلد . رد عليه جل الأعمال قائلا ، في دبي المرء لا يحتاج إلى واسطة ، فكل الأمور واضحة ، وكل الأنظمة معلنة ومطبقة على الجميع . أما إن كنت تعرف أحدا يعينني على أموري هنا في بلدي فلك مني جزيل الشكر . ضحك الجميع وضحكنا كذلك ، وهو ما رأيته ضحكا على سوء الحال ، أو ما هو من قبيل شر البلية ما يضحك . بعد الاجتماع خرجت وتلك القصة عالقة في ذهني عندما وردني اتصال على هاتفي الجوال من مندوبنا السامي المسئول عن متابعة تحصيل مستحقاتنا المالية لدى العملاء . هذا المندوب موجود في تبوك لمتابعة مستحقاتنا لدى أمانتها عن مشروع تم تسليمه وإنهاؤه منذ أكثر من سبعة اشهر ، ولا زلنا نراوح ونداور بين إدارة المشاريع والإدارة المالية والممثل المالي للإفراج عن تلك المستحقات ، وفي كل مرة يطلب مستند جديد أو تبرز ملاحظة جديدة . هذه هي الرحلة الرابعة لذات الغرض دون جدوى ، إذ أبلغني المندوب أنه لم يجد أحدا من المسئولين الذي غادرو في إجازاتهم الصيفية ، واعتذر من ناب عنهم عن التدخل في الأمر . لا أدري كيف يمكن لأحد أن يغفل ضميره لهذا الحد ليذهب في إجازة يتمتع فيها بوقته بينما حقوق الناس حبيسة أدراج مكاتبهم . الأنكأ هو ذلك النوع من المسئولين الذين يعطلون مصالح الناس في شهر رمضان المبارك وهم يتمتعون بإجازاتهم يتعبدون ويدعون الله في رحاب الحرم المكي الشريف . وعطفا على ذلك التعليق الظريف من رجل الأعمال المحبط ، صرت أبحث عن من يعرف أحدا في تبوك ليعينني على ما بلاني الله به في أمانتها . فهل أجد معينا بين قراء هذه السطور الكرام ؟ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق