التجميل

الثلاثاء، 12 يوليو 2011

اليوم 168

منذ أن بلغني الدور في قائمة انتظار قرض صندوق التنمية العقاري قبل حوالي ثلاثة أشهر وأنا أبحث عن شقة سكنية ملائمة لأشتريها بهذا القرض بدلا من رهن منزلي الذي أقيم فيه مقابل قرض تبلغ قيمته أقل من ثلث قيمة المنزل ولمدة خمسة وعشرين عاما ، وكذلك لتعذر تطبيق فكرة بناء منزل جديد في ظل الأسعار الفلكية التي بلغتها الأراضي وتكاليف البناء . وطيلة هذه الفترة لم أتمكن من الحصول على عرض لائق لشقة مناسبة يمكن أن تحقق عائدا تأجيريا مناسبا ، وأنا أسابق الزمن منذ ذلك الحين لأجد شقة مناسبة فيما أسعار الشقق والوحدات السكنية تتسابق في الارتفاع . بحثي كان محددا بشقة لا تقل مساحتها عن 240 مترا مربعا ، إذ أن شروط الصندوق تفرض أن تكون مساحة الشقة بهذا الكم كي يتم الإفراج عن كامل قيمة القرض وإلا فإنها ستنقص تبعا لنقصان مساحة الشقة . الغريب في شروط الصندوق أنها تفرض أن تكون مساحة الفيلا المقدمة للحصول على القرض لا تقل عن 370 مترا مربعا ، وهو ما يثير التساؤل حول مساواة شقة مساحتها 240 مترا مربعا بفيلا مساحتها 370 مترا مربعا ، إلا إذا كان الصندوق يتعمد بذلك توجيه الطلب على الشقق السكنية بدلا من الفلل . اليوم وردني اتصال من أحد المكاتب العقارية يبلغني فيه أنه وجد ضالتي المنشودة ، شقة سكنية في موقع جيد مساحتها 250 مترا مربعا وقيمتها فقط 550 ألف ريال . خرجت من فوري متوجها للمكتب لأصطحب مندوبه لمعاينة الشقة ، وأنا أتحرق شوقا لإنهاء هذه المعاناة التي بت أخشى أن تطول لكامل سنتي السماح للحصول على القرض . وصلنا إلى الموقع ، عمارة سكنية عادية في موقع جيد بشمال الرياض . ما أن خطوت أولى خطواتي داخل العمارة حتى صدمت بروائح الطبخ المنتنة الآتية من الشقق المسكونة في العمارة . مظهر المدخل كان مقززا بقذارته وديكوراته المبتذلة المهترئة . حبست أنفاسي وصعدت إلى الشقة لأرى نهاية هذه الرحلة ، فوجدتها مليئة بالزوايا والزواريب ، غرفها كعلب الساردين ، ونوافذها تطل على مناور مظلمة ، وذات الروائح المنتنة تعم أرجاءها . غادرت الشقة مسرعا ومندوب المكتب يلاحقني قائلا ، هل نكتب العقد . ما أن خرجت من العمارة وتنفست هواء بدا بالغ النقاء مع أنه كان مشبعا بغبار الرياض حتى قلت له أن ينسى الموضوع ويسقطني من حساباته . ولأنه ما من حل يبدو لائحا في الأفق القريب ، فإنني أعلن من هذا المنبر رغبتي في التنازل عن القرض لمن يشاء مقابل عمولة تلائم سنين الانتظار وإحباط الحقيقة المرة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق