التجميل

الأربعاء، 13 يوليو 2011

اليوم 169

الحديث عن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على سبيل النقد غالبا ما يؤخذ بكثير من الحساسية والسلبية المضادة ، مع أنه لا يعبر بالضرورة عن رفض الدور الذي يجب تقوم به الهيئة ، ولا مكانته في المجتمع الإسلامي . ومع ذلك فإن ما رأيته اليوم أثار لدي كثيرا من الستاؤلات حول فعالية هذا الدور بالطريقة التي تتم ممارسته بها . ذهبت وزوجتي لتناول طعام العشاء في أحد المطاعم ، وهو ما يعد أحد الوسائل المحدودة للترفيه العائلي في الرياض . المطعم كان ممتلئا عن بكرة أبيه على رغم اتساعه ، وضيوفه كانو في معظمهم من السيدات فقط دون أي صحبة رجالية . فجأة لاحظت النادل اللبناني يتجول على بعض الطاولات منبها بعض السيدات على وجه الخصوص بأن رجال الهيئة قادمون ، ويبدو أن مسئولي المطعم لديهم وسائل استخباراتية تتحرى مثل هذه الكبسات المفاجئة . بعد قليل دخل فريق الهيئة بتشكيله المعتاد وتجول بين الطاولات ناهرا هذه ومنبها لتلك أن تصلح حجابها . بعد قليل ارتفعت الأصوات في اشتباك مع أحد الزبائن الذي انبرى للدفاع عن زوجته التي يبدو أن فريق الهيئة طلب منها أن تصلح حجابها كما يجب . اشتد الخلاف وانتبه الجميع ليرو ماذا يمكن أن ينتهي إليه . وبعد قليل هدأ الصياح ، وغادر رجال الهيئة بعد أن أتمو جولتهم التفقدية . وما أن غادرو حتى عاد الوضع إلى ما كان عليه ، فسقطت الخمر عن شعور الفتيات ، وأعيد تشغيل الموسيقى في المطعم ، وكأن كل ذلك التحفز والتحفظ ما كان إلا استجابة لمتطلبات ذلك الزائر الثقيل . هذا الأسلوب في الرقابة وجدته لا يجدي نفعا ، ولا يعدو أن يكون سببا لتعميق جذور الخلاف بين المجتمع والهيئة ، ورفض هذا الأسلوب الذي يقومون فيه بدورهم . الغريب أن هذا الواقع تتم ممارسته بذات الطريقة وذات التعامل من الطرفين منذ أن عرفت الهيئة ، ولم أسمع يوما عن أي مسعى لتطوير هذا الأسلوب ليتعامل مع الناس على أساس التوعية والتعليم عوضا عن الزجر والترهيب . الأمر الآخر أن الهيئة تصب معظم اهتمامها على الموضوعات المتعلقة بالمرأة ، وكأن المجتمع قد خلا من المشاكل والمخالفات التي كانت دوما في صلب اختصاص الحسبة بحسب تعريفه في المجتمع الإسلامي في عهد السلف . أنا لا أدعو هنا للسفور ، ولا إلى إلغاء دور الهيئة ، ولكنني أدعو إلى تطوير آليات عملها حتى تكون أكثر فعالية في تصحيح قيم المجتمع ، لتكون واقعا يعاش على الدوام ، لا أن يكون ممارسة مزيفة تتم في حضور رجال الهيئة وتزول برحيلهم .

هناك تعليق واحد:

  1. désolée de m'exprimer en français . je pense que votre sujet est très important et concerne la moitié de la population : la femme. en votre pays cette femme n'a pas beaucoup de droit de vie en tant qu'être humain même pas de 3èm classe (conduite en tant que chauffeur- travail intellectuel- domination de son travail..) et bien sur le droit d'exister en tant qu'être humain (pour manger dans un restaurant elle est mal vue et on lui cherche la petite bête pour la faire chasser car elle n'y a pas le droit. ET SI ELLE Y VA C'est d'après eux (les contrôleurs et la société ) elle est soupçonnée de mauvaise femme vulgaire et autres...

    ردحذف