التجميل

الثلاثاء، 26 يوليو 2011

اليوم 182

موضوع مشاكل الخادمات موضوع يكاد يمس كل عائلة في المملكة ، إذ يكاد لا يخلو بيت من خادمة واحدة على الأقل ، خاصة مع تزايد انخراط المرأة السعودية في العمل ، ما أعطاها عذرا جديدا لإلقاء مسئوليات المنزل وتربية الأبناء على الخادمات . ومنذ شهرين ، طلبت خادمتنا الفبينية السفر إلى بلادها في إجازة لقضاء بعض شئونها ، ووافقنا على ذلك شريطة أن تعود قبل حلول شهر رمضان المبارك ، وهي موافقة جاءت على مضض ، وبقناعة منا بحسن تخطيطنا الاستراتيجي ، على أساس أن غيابها في فترة الصيف أقل وطأة من غيابها في شهر رمضان وفترة المدارس التي ستتلوه . وقبل أسبوع اتصلت الخادمة المحترمة لتبلغنا بأن موعد عودتها قد حان ، فقمت بحجز مقعدها على رحلة الطيران ، ودفعت قيمة التذكرة . حاولنا الاتصال بها مرارا وتكرارا لإبلاغها بتفاصيل الرحلة والتذكرة دون رد ، علما بأن موعد الرحلة هو يوم غد الأربعاء . صباح اليوم تلقيت رسالة منها تبلغني فيها بأنها قررت عدم العودة ، إذ أنها تريد عرضا ماليا أفضل . أصابني شعور بالقهر على تلك المبالغ التي صرفتها على رحلة ذهابها وتذكرة عودتها التي لا يمكن استردادها بموجب نظام الخطوط السعودية الجديد ، إلى جانب شعور بالعطف على زوجتي التي ستكابد بمفردها مهام الشهر الكريم ، خاصة وأن سوق الخادمات الهاربات تصبح سوقا سوداء في هذه الفترة ، إذ يندر وجودهن وترتفع أسعارهن إلى أرقام فلكية . تمنيت أن لائحة شركات الاستقدام التي أعلنت قبل حوالي أسبوع كانت قد صدرت وبدأ العمل بها منذ وقت مبكر ، علنا نجد في تلك الشركات ملجأ ينقذنا من هذه الورطة . وتذكرت كيف أن مكاتب الاستقدام قاومت ولا زال كثير منها يقاوم تلك اللائحة ، مع أنها تعد بحق أحد أهم الإنجازات المحدودة لوزارة العمل . وكالعادة ، فإن هذه المقاومة تعني بالضرورة أن هناك شرائح مستفيدة من هذا الوضع ، وربما تكون هي ذات الشرائح التي تسهل عمل الخادمات الهاربات ، وتمنع أي جهد للحد من هذه الظاهرة الخطيرة . المهم الآن أن ترى هذه الشركات النور خلال المهلة التي منحتها لها وزارة العمل ، وأن يرزق الله زوجتي الصبر والعون والفرج إلى أن تبدأ هذه الشركات عملها ، وتسعفنا بخادمة تتولى مهام المنزل وخدمة الأبناء .

هناك تعليق واحد:

  1. زياد بريجاوي26 يوليو 2011 في 11:14 ص

    بما أنك أشركتنا في مشكلتك الجديدة فأنني أقول :
    1- كيف كانت أمهاتنا تقوم بمهمامهم من دون خادمات , وأين دور الأبناء في مساعدة والدتهم في البيت وعلى الأقل ترتيب وتنظيف غرفهم , هذا سيفديهم في حياتهم وسفرهم ودراستهم , أنها مملكتكم الصغيرة وأنتم تتمتعون بوافر الصحة والعافية فتعاونوا , ربمايعتبر القراء هذا الكلام مثاليا ولايصلح للمجتمع السعودي , ولكني أعلق أن المجتمع السعودي قد أثرت عليه الرفاهية لدرجة جعلته مجتمعاً اتكالياً متكاسلا مستهلكاً بعيد عن الابداع رغم توافر عناصر التعليم الجيد في الدول المتقدمة والوظيفة المحترمة في الشركات الكبيرة .
    فأقل المواضيع هماً هي ترتيب وتنظيف البيت وشهر رمضان الذي جعلناها احتفالية للأطعمة.
    الموضوع يطول وهذا رأي فقط
    تحياتي

    ردحذف