التجميل

الاثنين، 11 يوليو 2011

اليوم 167

تتكرر هذه الأيام التجارب المتعلقة بالمناقصات الحكومية وما يشوبها من فساد ، ولا أدري إن كان ذلك علامة على خفوت حدة المخاوف من دور فاعل لهيئة مكافحة الفساد التي أعلن عن تأسيسها بعد أن خفت الحديث عنها تماما منذ فترة ، أم أن فترة الصيف التي تشهد تمتع الكثير من موظفي الدولة بإجازاتهم السنوية أتاحت الفرصة لاقتناص فرصة غياب الرقابة . وبعد أن كنا قد تقدمنا بعرضنا في إحدى المنافسات الحكومية يوم أمس تم اليوم فتح المظاريف وبقيت منذ الصباح كالعادة أتحرق شوقا لسماع أخبار النتائج . وفي خضم هذا الانتظار وردني اتصال من شخص قدم نفسه على أنه من إدارة المشتريات في تلك الجهة ، وقال أن عرضنا شابه خلل يمنع قبوله . سألته عن هذا الخلل فقال أن الضمان البنكي المرفق مع العرض تنقص مدة صلاحيته عن المدة المطلوبة المحددة بتسعين يوما . راجعت نسخة الضمان ، ووجدته صادرا في 9 شعبان وصالحا إلى 9 ذو القعدة ، أي أن مدته ثلاثة أشهر بالتمام والكمال . وعندما أبلغته بذلك قال أن شهر رمضان يمكن أن لا يكون تاما بحسب رؤية الهلال ، وبذلك فإن الضمان كان يجب أن يكون صالحا إلى 10 ذو القعدة ، أي أن مدته تنقص يوما واحدا عن المدة المطلوبة . قلت له لو افترضنا صحة حساباتك وافتراضاتك عن تمام الشهر الكريم ، فهل نقص يوم واحد يؤدي إلى رفض العرض . أكد سعادته ذلك ، وجاء رده المعتاد ، هذا هو النظام . ومع بعض المحايلة ، استطعت أن أفهم أن عرضنا كان أقل العروض ، وأنه يحاول اقتناص هذه الثغرة المختلقة للخروج بمكاسب نظير سكوته عن هذا الخطأ الفادح . لم أدر ماذا أفعل ، وبت لا ألوي على شيء . فإن جاريته أكون قد أذنبت ، وإن لم أفعل أكون عرضة لخسارة ذلك العقد الذي نحن فعلا بحاجة إليه . بدأت نفسي تسول لي أن الضرورات تبيح المحظورات ، وأن الاستجابة في هذا الموقف تقع في ذلك الحكم . طلبت منه أن يمهلني إلى الغد لأسعى مع البنك لتعديل الضمان أو تمديده ، وفي حقيقة الأمر لأستخير الله في هذا الموقف ، وأستشير قراء هذه المدونة ، علي أخرج بالرأي الصواب في هذه المعضلة ، فهل تجودون به علي رحمكم الله ؟

هناك 4 تعليقات:

  1. زياد بريجاوي11 يوليو 2011 في 11:03 ص

    أرى أن الرأي هو أنك إن كان سعرك الأفضل والآخر يتلكأ لاستغلال ثغرة ادارية كتلك الواردة فامضي ولكن لا تتنازل كثيرا , وهذا رأي والله بوفقك
    تحياتي

    ردحذف
  2. من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه

    ردحذف
  3. هذه إشكالية كبيرة ،، يستطيع ان اراد حرمانك من الفوز بحجة النظام ، ويستطيع ان اراد ان يجعلك فائزا بإمتياز مطبقا للنظام او روجه وما تقتضية المصلحة العامة. هذا النظام مركب عسير ، لقد سبق ان تم إقصائي بحجة النظام من منافسة وتم ارسائها على الثاني مع ان الفرق حوالي الف ريال في منافسة قيمتها حوالي 800 الف ريال ، لأن النظام يقول انني اقل من القيمة التقديرية للمشروع بمقدار 35.02% بينما الثاني كان اقل من القيمة التقديرية بنسبة 35% بالتمام ، كأن المسألة بالتفصيل ، وكأن القيمة التقديرية تم حسابها بعد فتح المظاريف. وحتى مع الشكوى ، لا مجيب ، لأن هذا هو النظام ،، كيف ينبغي ان تكون مساهما في التنمية وانت تُمارس عليك كل هذه الضغوط حتى تتمكن من جمع ما يسد رواتب موظفيك وإيجار مكتبك. ضغوط حسب النظام.
    أخي خالد : انت تُثير جروحا كثيرة في يومياتك الرائعة ،، ليلة البارحة تابعت اللقاء التلفزيوني الذي كنت احد فرسانه ،، كان طرحك ممتعا ومفيدا في نفس الوقت ،، لكنك تتحدث في اشياء ليست محلاً للنقاش على رأي احد زملائك في نفس اللقاء.
    إستمر ، واستخدم شعرة معاوية ، واستخر ، فعسى ان يكون في الامر خير.
    لك تحياتي وتقديري.

    ردحذف
  4. نواف المسعود12 يوليو 2011 في 1:21 ص

    الاخ / خالد

    أعلم ان الارزاق بيد الله عز وجل وحده. وان ظاهرة الرشوة استعرت في الاونة الاخيرة بسبب تهاون كثير من الناس في ذلك بحجة أن الضرورات تبيح المحظورات ولم يعيرو اي اهتمام لا للدين ولا للأخلاق ولا للأمانة التي يحملونها.

    لقد تحمل الإنسان الأمانة التي عرضت على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها، والواجب على هذا الإنسان أن يؤدي الأمانة على الوجه الأكمل المطلوب منه لينال بذلك رضا الله تعالى وإصلاح المجتمع، أما إذا ضيعت الأمانة ففي ذلك فساد المجتمع واختلال نظامه وتفكك عراه وأواصره.

    وكما جاء في الحديث الصحيح (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي). ومعلوم أن اللعن لا يكون إلا على ذنب عظيم ومنكر كبير.


    اعلم اخي الكريم بأن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ولا سيما ان كانت معصية وذنب .


    وفقك الله ورعاك وهداك لما هو خير لك ولنا وللمسلمين اجمعين

    ردحذف