التجميل

الجمعة، 1 يوليو 2011

اليوم 157

كان من الواضح في الفترة الأخيرة أن إمارة أبو ظبي تسعى للحاق بركب شقيقتها الصغرى إمارة دبي في ركب التنمية ، وقد اختطت لنفسها في سبيل تحقيق قصب السبق خطا مغايرا تبنت من خلاله مبادرات لاستقطاب علامات عالمية مميزة لتوطينها في الإمارة ، ومنها على سبيل المثال فروع متحف اللوفر وجامعة السوربون وعالم فراري وعدد آخر من المشروعات . لم تعجبني أبدا هذه الطريقة في نسخ كيانات عالمية متميزة بنسخ محلية ، فاللوفر له مكانته التي لا يمكن تكرارها ، وكذلك السوربون الذي يحمل قيمته ببيئته وطاقمه الأكاديمي المميز وتاريخه الطويل . واليوم اصطحبت أسرتي لزيارة عالم فراري الذي ملأت إعلاناته أرجاء المنطقة ، لأتعرف عن قرب على هذا المشروع المميز . حجم الاستثمار في هذا المشروع كبير جدا ، وتم تنفيذه على مستوى عال من الهندسة والعمارة والتقنية المتقدمة . انطباعي عن المشروع أتى سلبيا بالعموم ، فهو لم يعد أن يكون نسخة مقلدة لمشاريع الحدائق الترفيهية العالمية مثل ديزني ويونيرفسال ستوديوز وغيرها . ومع أنه يقع في مدينة عربية حتى العظم ، إلا أنه حمل هوية غربية بالمطلق ، حتى أن كل العروض كانت تقدم باللغة الإنجليزية وبشكل ركيك من قبل طواقم العارضين من الجنسية الهندية . تساءلت حينها عن هذا الضعف الذي تعيشه ثقافتنا العربية ، وعجزنا حتى الآن عن مجاراة تلك المشروعات العالمية غربية الطابع ، وإنتاج مشروع ترفيهي عربي المضمون واللغة وطواقم العمل . الوجود المحلي في المشروع كان ضعيفا بالعموم ، وحتى زواره كان معظمهم من الأجانب . ومع ذلك ، فإن هذا المشروع يظل محاولة متقدمة لتقديم فرص جيدة للترفيه بعيدا عن النمط المتكرر المتواضع الذي نشهده في المملكة في المدن الترفيهية المستنسخة التي نراها في كل مكان ، ولا تقدم أي مضمون تثقيفي أو تعليمي . وحيث أن مثل تلك المشروعات يتم تطويرها من قبل شركات عائلية تعمل بفكر تقليدي نمطي كما هو الحال في كثير من مشروعات التنمية ، فإن إمكانات التجديد والتطوير تظل متواضعة ، ولا نجد في النهاية سوى نمطا مكررا من مدن الترفيه المبتذلة التي لا تقدم سوى اللعب وسيلة للترفيه . عاد إلى ذاكرتي ذلك المشروع الذي ظل يراوح مكانه منذ أكثر من عشرين عاما ، وهو مشروع مركز الرياض للعلوم ، الذي كنت مسئولا عنه عندما كنت أعمل في الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض . هذا المشروع وجد طريقه للتنفيذ أخيرا بعد كل تلك المدة من الانتظار ، وأرجو أن يرى النور قريبا حتى يكون نموذجا لما نتطلع إليه من الترفيه الراقي الذي يرتقي بعقول الشباب والأطفال .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق