التجميل

الخميس، 28 يوليو 2011

اليوم 184

أنهيت اليوم ما أتيت من أجله إلى الدوحة ، بعد أن لعبت العلاقات الشخصية دورها في التأثير على ذلك التعنت من موظف البلدية في إنهاء ما جئت لأجله . وبالرغم من أني أردت أن أنال قسطا من الراحة فيما بقي من إجازة نهاية الأسبوع ، إلا أن الأجواء الحارة خنقت تحركاتي واضطررت إلى البقاء حبيس غرفتي في الفندق الذي أقيم فيه . ومساء اليوم وصلت إلى هاتفي الجوال رسالة من أحد زملاء الدراسة في المرحلة الجامعية تحمل نبأ حصوله على درجة الدكتوراة في العمارة . اتصلت به لأجزل له التهاني ، ولكني لم أتمكن من الوصول إليه ربما مع تقاطر المهنئين الذين سبقوني إليه . بعثت إليه برسالة تهنئة ، انخرطت بعدها في ذكريات تلك المرحلة العمرية التي جمعتنا في جامعة الملك سعود . تذكرت كيف كانت توجهاتنا وخططنا وآمالنا في تلك الفترة ، وكيف كنت قد رسمت لنفسي خطة تتضمن الابتعاث للدراسات العليا لأعود بعدها للعمل في الجامعة . وكيف أن تلك الأحلام انهارت في تلك الفترة الاقتصادية العصيبة التي لم تتمكن الجامعة فيها من تعيين أي معيدين يتم ابتعاثهم . وكيف أني انخرطت في الحياة العملية لأنسى حلم الدراسات العليا وأتجاهله كل التجاهل ، حتى عندما سنحت لي فرص أخرى في مراحل أخرى من حياتي . واليوم ، عندما بلغني خبر حصول صديقي على درجة الدكتوراة ، وهو الذي لم يكن يخطر في باله في تلك الفترة أن يخطو أي خطوة بعد البكالوريوس ، علمت أن الحياة لا تقوم على الخطط المحكمة ، ولا على الأحلام الوردية ، وأن كل إنسان مقدر لما خلق له . ورأيت كم هي غريبة هي الحياة ، فلو تحقق ما كان كل منا يرومه في تلك الفترة ، لكنت أنا من حصل على تلك الدرجة ، ولكان هو موظفا في مرتبة ما في إحدى الوزارات الحكومية . ولكني بكل تأكيد أحمد الله على ما كتب لي في حياتي ، وأجزم أنني لن أسلك اي مسلك غير الذي سلكته لو قدر الله لي أن أعيد مسيرة هذه الحياة . ولصديقي الذي يعيش اليوم فرحته بتحصيل ثمرة جهد استمر على مدى سنوات من عمره أجزل له التهنئة الخالصة ، إذ أنه ربما يتسنى له أن يقرأ هذه السطور ، إن لم يسمح له كبرياؤه أن يرد على اتصالات مهندس مثلي من ذوي الدرجات العلمية الدنيا .

هناك تعليق واحد:

  1. صلاح الدين الحمود30 يوليو 2011 في 4:45 ص

    قال تعالى - مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرٌ ﴿٢٢﴾ لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ - وقال الرسول صلى الله عليه وسلم - قلت : يا رسول الله ، فيما يعمل العاملون ؟ قال : ( كل ميسر لما خلق له ) .

    ردحذف