التجميل

الأحد، 10 يوليو 2011

اليوم 166

يوم العمل الأول بعد العودة من الإجازة يجعلك تندم على أن ذهبت في هذه الإجازة من الأساس . واليوم مر مليئا بالأحداث والارتباطات والأعمال المتراكمة ، حتى أني كدت أن أنسى الموعد المعقود مع الأخ طلعت حافظ للمشاركة في برنامجه على شاشة القناة السعودية الأولى هذه الليلة . ومع أني خرجت من المكتب لأواجه تلك الأجواء المتربة التي عاشتها الرياض هذا اليوم ، إلا أنني حرصت على المشاركة في البرنامج الذي كان مخصصا للحديث عن استهلاك الكهرباء في المملكة ، ويبدو أن مقدم البرنامج رأى في مقالاتي السابقة عن الموضوع ما يستحق الإشارة إليه في برنامجه . ولأن ضيوف البرنامج الآخرين كانو من القطاع الحكومي ، فقد وجدت نفسي في موقع المواجهة مع مواقف مسبقة جامدة لا تتقبل النقد ولا تقبل التغيير . المشكلة أن الموضوع ، كغيره في ذلك كثير من الموضوعات ، يحمل جوانب لا يمكن الحديث عنها على الملأ ، بالرغم من تلك الأجواء المقننة من الشفافية التي يجري الحديث عنها . حاولت التعريج على بعض تلك الجوانب عندما قلت أن الحاجة ملحة لأن تسن الدولة قدوة حسنة في ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية وتطبيق المباديء التي تدعو لها وتسعى لفرضها على المواطنين البسطاء . تمنيت أن استطيع البوح بأكثر من ذلك ، فأشير إلى تلك الفئات التي تستهلك الكهرباء دون حساب في القصور والمساكن الفارهة ، ومع ذلك لا تقوم بدفع فواتير ذلك الاستهلاك لشركة الكهرباء المسكينة التي تشكو من قلة الموارد . هذا الوضع ذكرني بشكوى الخطوط السعودية من الخسائر المالية ، دون أن تشير إلى تلك الرحلات الخاصة التي لا يدفع أحد فواتير تكاليفها ، ويتم تحميلها على المواطنين البسطاء . أحد المتحدثين في البرنامج قال أن شركة الكهرباء تبيعها بسعر 5 هللات للكيلو واط في الشريحة السكنية ، فيما تدفع الدولة 26 هللة في شكل من أشكال الدعم . احترت في هذا الدعم الصوري الذي لا يجد له سبيلا إلى خزينة الشركة ، فوزارة المالية تتأخر في دفع مستحقات الشركة من فواتير تزويد الكهرباء للمباني الحكومية ، وفي المقابل ، فهي تقوم بتقديم قروض بمليارات الريالات للشركة تظهر بها بمظهر الداعم الذي يستحق الشكر . ولو أن وزارة المالية دفعت ما عليها ، ولو أن تلك الفئات من المواطنين المستثنين من الدفع دفعو ما عليهم ، لما احتاجت شركة الكهرباء لأن تستجدي القروض والدعم الحكومي ، ولما عشنا تلك الأخبار المتواترة من الانقطاعات في التيار الكهربائي التي نسمع عنها يوميا في هذه الفترة ، مع أن الضيف الكريم قال فيما قال أن الطلب على الكهرباء لم يصل لحد الأقصى هذه السنة مقارنة بالأعوام الماضية . ولأن مصائب قوم عند قوم فوائد ، فإن السبب في ذلك فيما يبدو هو تلك الأجواء المتربة التي اعتادت عليها الرياض في الأشهر الأخيرة ، إذ أن من محاسن تلك الأتربة أن خففت وهج الشمس ، وبالتالي قللت من الحاجة لتشغيل أجهزة التكييف بطاقتها القصوى .

هناك تعليق واحد:

  1. زياد بريجاوي11 يوليو 2011 في 10:40 ص

    ياريتك أخبرتنا بلقاءك التلفزيوني حتى نتمكن من مشاهدته , شكرا لوضعنا في صورة الحدث من خلال مدونتك الجميلة.
    شكرا
    تحياتي

    ردحذف