التجميل

الاثنين، 1 أغسطس 2011

اليوم 188

يبدو أن شهر رمضان لهذا العام سيكون عسيرا بحق ، خاصة على أولئك الذين كتب الله عليهم العمل تحت الشمس الحارقة . ومع أن وزارة العمل أصدرت كعادتها الكريمة كل عام تحذيراتها من تشغيل العمالة بين الساعة الثانية عشرة والثالثة ظهرا ، إلا أن غياب الرقابة يمنع تفعيل مثل هذا القرار ، مثله في ذلك مثل كثير من القرارات التي تظل حبرا على ورق . وبعد ظهر اليوم احتملت حرارة الشمس وذهبت إلى البنك لإصدار بطاقة للصراف بدل تلك التي أضعتها في مطار الدوحة الأسبوع الماضي . موظفو البنك يبدو أنهم قررو التناوب على ساعات العمل ، إذ لم أجد في البنك سوى ثلاثة موظفين ليس بينهم مدير الفرع ، فيما العملاء قد ملأو صالة الفرع في انتظار خدمتهم من قبل هذا العدد المحدود من الموظفين . قررت المغادرة والعودة في وقت لاحق أو يوم آخر . وما أن غادرت الفرع حتى استوقفني رجل الأمن الذي يحرس مدخل الفرع . أصبت بالجزع متوقعا أن يوجه لي تهمة من قبيل التسلية ، ولكني فوجئت عندما قدم لي شكواه من أنه لم يتسلم مرتبه الشهري من شركة الأمن التي يعمل تحت إمرتها ، والتي تعاقد معها البنك لتوفير خدمات الأمن والحراسة لفروعه . الرجل كان يتحدث بحرقة وحسرة عن عدم تمكنه من شراء متطلبات الشهر الكريم لأسرته ، وأنه أصبح يؤثر البقاء في مقر عمله هربا من الديانة . ومع أن كل مرتبه لا يتجاوز مبلغ 1600 ريال كما قال ، إلا أنه يمثل بالنسبة له الرمق الذي يعتاش هو وأسرته به . لم أدر ما إذا كان الرجل يحاول التسول بطريقة استدرار العطف ، أم أنه توقع أنني أملك سلطة على مسئولي البنك لدفعهم إلى الضغط على الشركة لصرف مرتبه المتأخر ، أو أنه كان يبث شكواه من قبيل الفضفضة وحسب . الأكيد أنه نجح في كسب تعاطفي ولكن دون أن يكون لي حيلة في مد يد العون إليه لحل مشكلته . والأكيد أن مشكلته يعاني منها الكثيرون من أمثاله دون أن تجد مثل هذه الشركات رادعا من وزارة العمل أو أي جهة أخرى . والغريب أن هؤلاء الموظفون ، وهم سعوديون ، لا يرتادون أروقة مكاتب العمل لتقديم الشكاوى ضد جهات عملهم كما يفعل كثير من الوافدين . والأخطر أن مثل هذا الرجل وهو في مثل هذه الحال المتردية لا يمكن له أن يقوم بعمله كما يجب في حراسة مثل هذا المرفق . وأنا لا أدري في الحقيقة ما هو سبب تأخير مرتبات هؤلاء المساكين ، ولكن الخلل لا يكن أن يتجاوز أحد الطرفين ، إما الشركة التي توظفهم ، أو البنك الذي ربما لم يصرف مستحقات الشركة . وفي كلتا الحالتين فإن هؤلاء المساكين هم ضحية هذا الجشع الذي ماله من رادع ، وهم بالتأكيد من مستحقي الصدقة خاصة في هذا الشهر الكريم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق