التجميل

الاثنين، 15 أغسطس 2011

اليوم 202

مع عودتي لمتابعة نشرات الأخبار بعد طول غياب وجدت أن مسار الأحداث في العالم العربي لم يتغير مع حلول الشهر الكريم ، اللهم إلا في توقيت المظاهرات التي أصبحت تخرج تحت جنح الليل بدلا من وضح النهار . الأكيد أن أحداث سوريا على وجه الخصوص أصبحت هي موضع الاهتمام الأكبر تبعا لضراوة المواجهة وسقوط جدار الصمت العربي ، خاصة وأن أحداث ليبيا ومصر واليمن وصلت إلى حد الرتابة والملل في ظل غياب رؤية واضحة لحسم واقع الأحداث في هذه الدول . وبين الفينة والفينة أتلقى شهادات متناقضة من إخوة سوريين عما يحدث في بلدهم ، فمنهم من يقول أن الواقع أبشع بكثير مما يعرضه الإعلام الفضائي ، وآخرون يؤكدون أن ما تتناقله وسائل الإعلام لا يعدو أن يكون تحريضا يضخم الحالة على أرض الواقع بشكل متعمد . واليوم زارني أحد الإخوة من أهل هذا البلد وأدلى بشهادة يندى لها الجبين عن ضحايا وقتلى وقمع يشيب له الولدان ، مؤكدا أن من ينقلون شهادات مغايرة إما أنهم موالون للنظام منتفعون ببقائه ، أو أنهم يخافون من سطوته إن طالتهم يده وأجهزته الاستخباراتية . ويوم أمس تلقيت اتصالا من أحد الأصدقاء من أهل البحرين الشقيقة ، وهو ممن أعتز بصداقتهم وأخوتهم على مدى سنين طويلة من علاقة لا تزداد إلا ثباتا وتوطدا على مر الأيام . أخي البحريني نقل لي صورة مرعبة عن سوء الأوضاع في البحرين بعد أن كانت قد ركنت إلى الهدوء بعد فورتها الأولى ، وذلك لأن تلك الفئات من شيعة البحرين خرقت جو الهدوء ومناخ الحوار الذي ساد على الساحة ، وأصبحو يرفعون سقف مطالبهم من وقت لآخر . الغريب فيما قاله أخي البحريني هو ذلك التجييش الذي يرونه من أشقاء لهم في دولة قطر ، بدء بما تبثه قناة الجزيرة من برامج وأخبار ملفقة ، إلى موقف مستغرب من سفراء بعض الدول الغربية يساند تلك الفئات الثائرة . وبعد انتهاء المكالمة عقدت مقارنة بين حالتي البحرين وسوريا ، والتباين الذي نسمعه من شهادات الناس في البلدين حول حقيقة ما يجري على أرض الواقع . المهم في حالة البحرين على وجه الخصوص أن الوضع فيها يحمل مخاطر خاصة على بقية دول الخليج ، إذ أن سقوط النظام فيها يمكن أن يكون بداية لانفراط عقد الأنظمة المشابهة في دول الخليج الأخرى ، حتى ولو بدا أنها تتمتع بكم أكبر من الاستقرار والأمن . من هنا يأتي استنكار الموقف القطري مما يحصل في البحرين ، إذ أن ما يمكن أن يحصل في البحرين يمكن أن ينجر على قطر بحكم التشابه الكبير في تركيبتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية . وأنا في الحقيقة لم أستغرب هذا الموقف من قطر بناء على ما لمسته أثناء زياراتي الأخيرة لها . كل ما أرجوه أن يكتب الله لنا جميعا خيرا قد لا نعلم أين يكون ، حتى ننعم براحة البال والأمن الحقيقي الذي نرومه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق