التجميل

الخميس، 4 أغسطس 2011

اليوم 191

وصلت إلى جدة صباح اليوم بعد رحلة مضنية كان بطلها كالعادة الخطوط السعودية . الرحلة تأخرت كالعادة بسبب الهرج والمرج الذي يحصل في جلوس الركاب في مقاعدهم ، ورفض بعض السيدات الجلوس بجانب الرجال من الركاب . وأنا لا أدري لماذا لا يتم ترتيب هذا الأمر عند اختيار المقاعد وقت إصدار بطاقات صعود الطائرة ، ويترك الأمر للمضيفين ليخوضو هذه المعارك مع الركاب في محاولة لإرضاء الجميع . اكتملت القصة عند وصولنا عندما وجدنا أن إحدى الحقائب قد فقدت . ولأننا وصلنا وقت السحور فإننا لم نجد أحدا يتولى مهمة البحث عن الحقيبة . اطضطررنا لمغادرة المطار والعودة بعد صلاة الفجر لتقديم بلاغ عن الحقيبة المفقودة ، ولحسن الحظ وصلتني رسالة إل هاتفي الجوال بعد الظهر تفيد بأن الحقيبة قد وجدت ، فذهبت لاستلامها ليبلغني الموظف بأنها وصلت سالمة إلى جدة على نفس الرحلة ، وفقدت لسبب غير معلوم عند تسليم الحقائب . بعد العصر تجولت وأسرتي في شوارع جدة ، والمشهد العام للمدينة كان مزعجا بحق بين الشوراع التي تملؤها الحفر والمطبات ، والمباني العشوائية والمتهالكة ، حتى في الطرق الرئيسية التي تعد أهم طرق المدينة . تذكرت حينها الخبر الذي قرأته في الجريدة أثناء رحلة البارحة عن إعلان الوليد بن طلال عن توقيع عقد إنشاء أطول برج في العالم في هذه المدينة . السؤال الذي تبادر إلى ذهني ، ما جدوى إنشاء مثل هذا البرج في بيئة متهالكة مثل هذه التي نراها في هذه المدينة . عندما نرى مشاريع الأبراج في مدن العالم الأخرى نجد أن البيئات المحيطة بها تتناسب مع تلك المشاريع المتميزة . أما في حالة جدة ، فإن هذا المشروع سيكون غريبا ونشازا على هذه البيئة . أليس من الأجدى توجيه تلك المليارات لتحسين بيئة المدينة ليعم الرخاء كافة سكانها بدلا من أن أن تتمتع فئة محدودة بنمط حياتي مختلف عن البيئة المحيطة به . ثم أن أولئك السكان الذين سيقطنون في هذا البرج لن يكونو معزولين عن هذه البيئة . فهم بالتأكيد سيجوبون أرجاء المدينة وأسواقها وشوارعها وأحيائها ، ليجدو كم الفارق في المستوى بين هاتين البيئتين . مثل هذا المشروع لن يجد البنية التحتية المناسبة التي تخدمه ، فلا شبكة طرق جيدة ، ولا شبكة مرافق صالحة ، ولا حل بعد لمشاكل السيول والمياه والمطار وغير ذلك من متطلبات الحياة المدنية . أجزم أن هذا النمط من التطوير المعزل عن البيئة المحيطة لن يجد النجاح المأمول . ولن يعدو هذا المشروع أن يكون وسيلة لابتزاز أموال المستثمرين والمشترين ، دون أن يسهم إسهاما حقيقيا في الارتقاء ببنية المينة ، ولا في جلب الرخاء لسكانها .

هناك تعليقان (2):

  1. هذا زمن كثرت فيه علامات الساعة ومنها تطاول الحفاة العراة رعاة الشاه في النيان.
    الرياض. دبي. جدة. ايهما اطول.؟؟؟

    ردحذف
  2. ايهاب شعلان6 أغسطس 2011 في 6:15 ص

    يحدث هذا عندما يغيب التخطيط الحضري و تغيب الرؤية لمستقبل المدينة. ابحث عن رأي القاطنين و الزائرين كيف يودون أن تكون "جدة".

    ردحذف