التجميل

الجمعة، 5 أغسطس 2011

اليوم 192

لا أعلم مطارا في الدنيا يفرض رسوما على دخول السيارات لمنطقة تحميل الركاب عند صالة الوصول مثل مطار جدة . حتى مطارات الدول الأقل ثراء مقارنة بالمملكة يسمح فيها بدخول السيارات لتحميل الركاب القادمين دون فرض مثل هذه الرسوم ، بما فيها مطارات جاكرتا وبالي والقاهرة وعمان والخرطوم وغيرها الكثير ، وأقول هذا من واقع تجربة رحلاتي العديدة لكثير من دول العالم المتحضر والأقل تحضرا . ومنذ الإعلان عن توقيع عقد تنفيذ مطار جدة الجديد ذي الميليارات السبع وعشرين والكل يتطلع إلى سرعة إنهاء هذا المشروع الحلم الذي طال الحديث حوله ، حتى ولو كان بهذه التكلفة الفلكية ، وحتى لو كان تمويله يتم برسوم الجباية التي يجري فرضها يمنة ويسرة . فالمطار الحالي هو بحق وصمة عار في جبين المملكة التي تعد ضمن أكبر عشرين اقتصادا في العالم ، فيما يمثل هذا المطار البوابة الأولى للحرمين الشريفين التي ينفذ منها الوافدون من مختلف أصقاع العالم الإسلامي ، علاوة على الوافدين في رحلات الأعمال والاقتصاد التي تقصد هذه المدينة التي كانت تعد يوما العاصمة الاقتصادية للمملكة . كل يوم أقضيه في هذه المدينة يزيدني حسرة عليها ، بدء من مطارها إلى طرقها وأحيائها ومراكزها التجارية ومبانيها العامة والخاصة . واليوم دار ذلك الحوار المتكرر مع زوجتي حول مدينة الرياض ، وكيف أن المعيشة فيها أصبحت مملة كونها مدينة للعمل فقط ، ولا محل فيها لحياة اجتماعية منفتحة ، ولا لترفيه عائلي بريء . حوارنا عقد المقارنة بين الرياض وجدة ، وما إذا كانت جدة يمكن أن تمثل بديلا للسكن عن الرياض . قلت لزوجتي العزيزة أن الرياض مع كل ما تعانيه من مشاكل ، إلا أنها تظل مكانا أفضل للسكن مقارنة بجدة . فالمقيم في جدة يعيش أشكالا من المعاناة في كل خطوة يخطوها في هذه المدينة ، وكل مكان يقصده . هذا بالإضافة إلى ما تعانيه أجهزتها الحكومية من بيروقراطية وفساد طغى على كل مكان آخر في المملكة ، وأصبح سمة من سمات هذه المدينة . هذا الوصف يبو مبالغا فيه بعض الشيء ، ومع ذلك فقد عشته من خلال تجاربي الشخصية فيها ، والمشاهد التي يعلمها ويراها الكثيرون في تجاربهم بما فيها تجارب الكوارث البيئية التي عاشتها المدينة في عامين متتاليين . انتهى الحوار إلى خلاصة مفادها أن كل جدة لا تمثل بديلا أفضل للسكن . وعلى أية حال ، فإن الخروج من مدينة مثل الرياض التي تعد أفضل المدن السعودية للسكن لا يبرره إلا الانتقال لمكان آخر في دولة أخرى . وهو ما يعد أمرا صعب التحقيق في ظل الارتباطات العائلية والاجتماعية والعملية . وإلى أن تتغير الظروف فإن علينا أن نتكيف مع نمط الحياة في مدينة الرياض ، متسلحين بالأمل في أن ترى هذه المدينة شيئا من التطوير الذي يمكن أن يجعلها مدينة قابلة للسكن الآدمي .

هناك تعليق واحد:

  1. حسب علمي بان هناك زمن اقصى للمكوث داخل منطقة التحميل والتنزيل فاذا ما زاد عن ذلك يتطلب دفع رسوم.

    ردحذف