التجميل

الأربعاء، 24 أغسطس 2011

اليوم 211

لا أدري إلى متى يتوجب علينا أن نتعامل ونتقبل مزاجية الموظفين في مؤسسات يفترض بها أن تكون مؤسسات خدمية تحصل على عوائد مقابل تقديم هذه الخدمات . أسوأ أنواع المزاجية هي تلك التي تؤثر على حسن تعامل الموظفين مع العملاء ، وتدفعهم إلى التزمت والتعنت في أداء الخدمات دون تقدير الظروف الخاصة والحالات الطارئة . ولأن اليوم هو آخر يوم عمل في دوام البنوك فقد شهدت فروع البنوك ازدحاما خانقا من موظفين يريدون تحصيل رواتبهم أو تحويل أموال لأسرهم في بلدانهم قبل عيد الفطر . ومنذ الصباح ونحن في حالة استنفار لإنهاء صرف رواتب الموظفين قبل نهاية اليوم الذي حشرنا فيه بتوقيت غريب لإجازة البنوك استبق المواعيد المعتادة في كل عام . مندوبنا انتظم في الطابور لتحويل بعض الأموال من حساب بنكي إلى آخر تصرف منه الرواتب ، فإذا به يتصل بي عند الظهيرة ليبلغني أن موظف البنك أبلغه بضرورة استبدال نموذج التفويض بنموذج جديد ، مع أنه استخدم ذات النموذج قبل يومين فقط . عاد المندوب إلى المكتب وقمت بتوقيع النموذج الجديد وعاد لينتظم من جديد في طابور جديد . وعند الساعة الثانية تقريبا اتصل بي مرة أخرى ليبلغني أن الموظف أبلغه أن التوقيع على نموذج الحوالة غير مطابق للتوقيع المسجل في البنك . ذهبت إلى البنك وقابلت الموظف وسألته عما يحصل ، فأراني على الشاشة توقيعي المسجل فإذا به نفس التوقيع مع اختلاف بسيط لا يكاد يلاحظه أحد . وقعت أمامه مرة أخرى على النموذج بحضوره ، فرفض تنفيذ العملية إلا باستبدال النموذج . قلت له أننا نتم العديد من العمليات البنكية بذات التوقيع بما فيها المرة الأخيرة قبل يومين ، فكيف اكتشف هذا الاختلاف في التوقيع في هذا التوقيت بالذات ، ولماذا هذا التعنت في الوقت الذي يفترض إبداء شيء من المرونة في هذا الظرف الخانق . لم أجد جوابا غير المقولة المعتادة ، هذا هو النظام . استسلمت لأمر الله ، وقمت بملأ نموذج جديد ، وأنهيت عملية التحويل بالكاد عند نهاية الدوام ، وتعذر بذلك على الموظفين صرف رواتبهم ، وسادت حالة من الامتعاض والملل بينهم . ذلك الموظف الذي تسبب في هذا الضرر لم يطله شيء من هذا الضرر ، فهو قد حصل على راتبه بالفعل ، وله أن يذهب إلى بيته لينام قرير العين دون أن يلقي بالا لأناس حرمهم من التمتع بهذا العيد نتيجة تعنته ومزاجيته التي ربما تعكرت لأنه حرم من التدخين أثناء الصيام . في النتيجة ، وبين تكاسل موظفي الدولة ومزاجية موظفي القطاع الخاص نكون كمن وقع بين رحى الطاحون ليسحق أفراحنا ومسراتنا بعيد سيمر علينا كئيبا قاتما ، فحسبنا الله ونعم الوكيل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق