التجميل

الثلاثاء، 23 أغسطس 2011

اليوم 210

بلغت من التعب والإحباط منتهاه من تعقيدات البيروقراطية الحكومية . كل الناس فرحة بأن غدا هو اليوم الأخير في عمل الأجهزة الحكومية قبل إجازة عيد الفطر المبارك إلا أنا ومن على شاكلتي ممن يلاحقون حقوقهم . أتعجب أحيانا كيف تصاغ الإجراءات الحكومية بهذا التعقيد ، وأتذكر عندها مقولة ذلك المندوب عن وزارة المالية الذي فسر ذلك بأن الوزارة هي حامية المال العام ، وكأن الكل بعد الوزارة لصوص تحيط بهم الشبهات ، بمن فيهم الموظفون في الأجهزة الحكومية الأخرى . زوجتي العزيزة رأت مابي اليوم من إحباط فسألتني عما بي ، فأجبتها بما عبرت به عن هذا الملل والقرف . قالت لي أنني أتحدث وكأنني لا أريد العيش في هذا البلد ، قلت من صميم قلبي ، ياليت . ضربت لها مثالا وحيدا من مسببات هذه الحالة من القرف ، وهو مثال على سخفه فقد كان له أن يصيبني بالاختناق . قلت لها أننا نراجع أحد عملائنا من الجهات الحكومية في القصيم منذ أكثر من ثلاثة أشهر للإفراج عن مستخلص مالي عن مشروع أنجزناه منذ فترة . وفي الأسبوع الماضي تمخضت جهودنا عن التوصل لإصدار أمر الصرف النهائي ، وإحالته إلى وزارة المالية بالرياض لإصدار الشيك . وحسب الإجراءات النظامية ، فإن الشيك بعد أن يصدر عليه أن يقبع في أحد الأدراج في انتظار قدوم مندوب عن تلك الجهة من القصيم لاستلام الشيك والذهاب به إلى هناك ليتبعه بعد ذلك مندوبنا من الرياض إلى القصيم لاستلام الشيك من هناك . وبرغم سخف هذا الإجراء ، إلا أننا خضعنا له وأبلغنا الجهة بجهوز الشيك في انتظار وصول مندوبها لاستلامه منذ الأسبوع الماضي . ومنذ ذلك الحين ونحن في انتظار وصوله يوما بعد يوم ، ونحن نغلي من لهيب الانتظار على أمل استلام الشيك وصرفه قبل موعد الإجازة . اليوم علمنا أن المندوب تحرك من القصيم إلى الرياض ، فأرسلنا مندوبنا لمقابلته في وزارة المالية على أمل إقناعه باختصار الرحلة واستلام الشيك هنا . سعادة المندوب لم يصل حتى نهاية الدوام ، بالرغم من تأكيد المدير المالي في تلك الجهة بانطلاقه في الرحلة . انتهى الدوام وصرت أضرب أخماسا بأسداس ، فالشيك ذهب في مهب الريح ، ولن يكتب لنا أن نتسلمه فنفرج عن أنفسنا به . لا أدري ماذا أقول لموظفي المكتب الذين ينتظرون صرف رواتبهم ليسعدو بعيد الفطر ، فإذا بهم وبي نعاني الأمرين لإنهاء الشهر دون أن نمد أيدينا لطلب سلفة من أحد يتعطف علينا . لا أستطيع أن أقول سوى لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وأن أدعو على هذا المندوب البليد وعلى مديره ووزيره بأن يكتب لهم عيدا قاتما كما جعلو عيدنا قاتما كئيبا مليئا بالهموم .

هناك تعليقان (2):

  1. لا حول ولا فوة إلا بالله العلي العظيم
    لا أحد يشعر بالآخر , يجعلون مصائر الناس بيد مندوب لا يتقي الله بالناس على آخر أيام دوام الحكومة وهو يدري مدى حاجة الناس لمستحقاتها وهم يتصورون ان الشيك كله أرباح ليس للآخرين منه نصيب.
    الله يفرجها عليك وعلينا ,وقلبي معكم واشعر بكم وعساها خير يارب ياكريم.

    ردحذف
  2. صلاح الدين الحمود24 أغسطس 2011 في 5:32 ص

    ادعية تفريج الهم والكرب :
    عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي اللَّه عنْهُما أَنَّ رسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم كَان يقُولُ عِنْد الكرْبِ : « لا إِلَه إِلاَّ اللَّه العظِيمُ الحلِيمُ ، لا إِله إِلاَّ اللَّه رَبُّ العَرْشِ العظِيمِ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّه رَبُّ السمَواتِ ، وربُّ الأَرْض ، ورَبُّ العرشِ الكريمِ » متفقٌ عليه .
    اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً .رواه ابن ماجه .

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له ..صحيح الترمذي

    ردحذف