التجميل

السبت، 20 أغسطس 2011

اليوم 207

اجتمعنا اليوم في حفل الإفطار السنوي الذي نجتمع فيه مع الإخوة والزملاء في عادة سنوية استمرت على مدى سنوات عديدة من عمر المكتب . هذا الحفل يمثل فرصة لتجديد الود وتوطيد العلاقات مع الزملاء وكسر الحواجز الإدارية بينهم . ومع كل سعادتي بمن حضرو هذه المناسبة ، إلا أن أكثر ما ينغص عيشي فيها هو غياب بعضهم عنها في ما أعتبره سوء تقدير وفهم لغرض هذه المناسبة . الأسوأ هم تلك الفئة التي تترفع حتى عن الاعتذار عن الحضور ، وهم بذلك في نظري يستكبرون عن الاختلاط بزملائهم ، ويضربون بعرض الحائط مبادرة الدعوة التي لا تحمل أي منة أو فضل ، فهم زملاء وإخوة تجمعنا هموم العمل ومسراته طيلة العام ، وليس أقل من هذا الاجتماع تعبيرا عن تقديري لهم وشكري لجهودهم . أحد الإخوة الذين حضرو اليوم أسعدني بحضوره ، وهو من أهل لبنان ومسيحي الديانة . ومع ذلك فقد حضر في هذه المناسبة في مبادرة عددتها وسيلة للتواصل والتآخي مع الجميع . تحدثت معه عن بعض مظاهر حياة المسلمين ، ومنها هذه الاجتماعات المباركة حول موائد إفطار طلبا للأجر والمثوبة والتآخي . تطرق حديثنا إلى رحلات العمرة وازدحام مكة المكرمة ، وحانت منه ملاحظة وجدت فيها انسجاما مع رؤية كنت قد عبرت عنها هنا في تلك الليلة التي أديت فيها مناسك العمرة قبل حوالي أسبوعين . ضيفي هذا أبدى تحفظه على الأثر النفسي الذي توقعه أبراج وقف الملك عبد العزيز الشاهقة التي تطل على ساحة الحرم ، ورأى أنها تكسر إحساس الروحانية لدى المصلين والطائفين في الحرم . هذا الشعور كان نفس الشعور الذي أحسست به عندما كنت في ساحة الحرم ورأيت هذه الأبراج وهي تطل شاهقة على ساحة الحرم ، وتجرح بوجهها المادي البغيض تلك المشاعر الروحانية التي تملأ نفوس المصلين . ضيفي هذا ضرب مثلا لم يخطر في بالي عندما قال أن الحالة نفسها تنطبق على مبنى الفاتيكان الذي يسمو ببنيانه وقبته الشاهقة فوق كل المباني المحيطة به ، ولا يوجد مبنى واحد يسموه ارتفاعا . ولأن الكعبة المشرفة أسمى مكانة من الفاتيكان لدينا نحن المسلمون ، فهي في نظرنا أحق بهذا التقدير والتمييز ، ومع ذلك فقد وجدت من جرأة هوامير المال ما يجرح هذه المكانة . غريب كيف أننا نحن المسلمون نجرح مثل هذه المكانة لأقدس بقاع الأرض ، فيما أهل الديانات الأخرى يقدسون مكانة معابدهم وكنائسهم . فهل هم أكثر احتراما لأديانهم منا نحن المسلمون ؟ .

هناك تعليق واحد:

  1. كل عام وانتم بخير
    نحن من المتابعين لمدونتك والتي لا تكاد تخلو من الانتقادات الدائمة التي نحاول ان نتقبلها عادة ولكن نعتقد هذه المرة ان حضرتكم وقعتم في خطأ كبير وفادح هذا الخطأ ينبع من باب المقارنة غير المقبولة بين اول بيت وضع للناس وبين المكان الذي كثر الحديث والاعتذار عن ما دار فيه من شذوذ وفضائح وان كانت هذه المقارنة من باب الغيرة على روحانية المكان لكن نعتقد ان المقارنة بهذه الطريقة غير مستساغة وكان من الاحرى ان نوضح لاحد الاخوة(بنظركم اذا صح ان نعتبرهم اخوة اصلا)ان قدسية مكة باقية ولا تقارن بقدسية اي مكان وكان ايضا ان تكون غيرتكم بعدم السماح بمثل هذه المقارنة ولكم تقبل الرأي او رفضه لكن رأينا هذا ايضا هو باب الغيرة على قدسية وروحانية ام القرى

    ردحذف