التجميل

الخميس، 25 أغسطس 2011

اليوم 212

هل يصدق أحد أن تتدخل الشرطة لإخلاء فرع بنك من أناس كل ما كانو يطالبون به هو صرف رواتبهم قبل إجازة عيد الفطر المبارك ؟ . هذا ما حصل اليوم في فروع أحد البنوك العاملة يوم الخميس بعد أن بدأت البنوك إجازتها باكرا قبل أن يتمكن الناس من ترتيب أمورهم وصرف ما يحتاجون إليه من أموال أو تحويلها إلى أسرهم قبل العيد . وبعد أن يإسنا يوم أمس من حل مشكلة صرف رواتب موظفي المكتب أبلغنا أحد موظفي الفرع بأن أحد الفروع سيعمل يوم الخميس ، فما كان منا إلا أن انتظمنا في طابور الانتظار أمام هذا الفرع في صباح هذا اليوم الرمضاني الحار . فتح الفرع أبوابه فتقاطر الناس أمام نوافذ الخدمة ، فأعلن مدير الفرع أن الفرع لن يتمكن من صرف كل المبالغ المطلوبة . استغرب الجميع نقص السيولة في هذا الفرع ، مع علم مسئوليه المسبق بحاجة الناس إلى الأموال قبل العيد . ومع أذان الظهر أغلق الفرع أبوابه ، في الوقت الذي كان مزيد من الناس يتجمعون أمامه في انتظار فتح أبوابه بعد الصلاة . المفاجأة كانت أن الفرع لم يفتح أبوابه بعد الصلاة ، وتعالت الأصوات مطالبة بتمكينهم من الدخول ، وموظف الأمن يبلغهم بأن دوام الفرع قد انتهى . ماذا كانت ستفعل تلك الساعتان أمام تلك الحشود من العملاء ، حتى ولو يتمكنو من صرف كل الأموال التي يريدونها مع نقص السيولة في الفرع . بعد قليل وصلت الشرطة ، ويبدو أن مدير الفرع هو من قام باستدعائهم . بدأ تفريق الحشود من أمام الفرع ، بل إن أفراد الشرطة دخلو إلى الفرع وبدأو بإخراج الناس منه حتى قبل أن يحصلو على الخدمة التي انتظروها منذ الصباح . ذهبنا عندها إلى فرع آخر لبنك آخر فوجدناه مفتوحا فدخلنا إليه لنجد حشودا أخرى من الناس أمام موظف واحد فقط كل ما كان يفعله هو إبلاغ الناس أنه لا يستطيع خدمتهم لأن النظام معطل . سبحان الله ، فرع يفتح أبوابه يوم الخميس وموظف وحيد يأتي ليبلغ الناس بتعطل النظام . كان الأجدى توفير مصروف خارج الدوام لهذا الموظف وتكلفة تشغيل وحدات التكييف بدل هذا الإحباط الذي أصابو به الناس . الأسوأ في كل هذا هو ذلك الأسلوب الفج الذي كان يتعامل به موظفو البنكين مع الناس ، وكأن هؤاء الناس كانو يطلبون إحسانا منهم وليس حقا مشروعا تزيده شرعية طبيعة الظرف الذي يعيشونه في هذا التوقيت . تراودني نفسي بأن أتناول هذا الواقع المرير بالحديث في مقالي الأسبوعي بجريدة الاقتصادية ، ولكني أشك أن يجد طريقه للنشر ، خاصة في ظل تلك السطوة التي تملكها البنوك على أجهزة الإعلام والصحافة .

هناك تعليقان (2):

  1. زياد بريجاوي26 أغسطس 2011 في 6:34 ص

    كن من أصحاب القلم الحر والمعاناة التي تتكلم عنها هي معاناة الجميع وهي من الأشياء التي تجعل من الجمر تحت الرماد مشتعلا الى حين , يجب التنبه الى المعاناة الكبيرة وخاصة أن البنوك ليس من مصلحتها أن تسحب الناس أموالها بينما البنوك تريد بقائها لعشرة أيام لديها تستثمرها تزيد غلتها, أنت تكتب في زواية التنمية الاجتماعية والنقد للأسلوب المعاشي.

    ردحذف
  2. المشكلة التي رأيتها اليوم السبت الموافق 27 رمضان في فرع بنك الرياض بشارع الأحساء الوحيد المفتوح في الرياض ،، لا يمكن لأحد أن يتخيلها مهما حاولت الشرح فلن أعطي الموقف حقه من الشرح
    حشود هائلة وصياح وحر شديد ولا يوجد سوى موظف ..
    أخي خالد : الوضع .....
    وكما قال الشاعر ( لقد أسمعت إذ ناديت حياً *** ولكن لا حياة لمن تنادي)

    ردحذف