التجميل

الأربعاء، 10 أغسطس 2011

اليوم 197

صلاة الفجر في الحرم النبوي الشريف تجربة فريدة مفعمة بالروحانية مليئة بالخشوع والطمأنينة يخرج المرء منها وكأن نفسه قد غسلت بماء بارد طاهر . صوت المؤذن في المسجد النبوي له وقع خاص في الآذان أحببته وعشقته منذ الصغر وقت أن كانت أصوات المؤذنين الأربعة تصدح متزامنة في رحاب المدينة قبل أن يصدر أمر بمنع هذا الأسلوب الذي كان يتفرد به الحرم النبوي الشريف . الحرم كان مليئا بصنوف شتى من البشر أتو إلى هذه المدينة الطاهرة من كل أصقاع الأرض . كنت أتلفت حولي وأنظر في وجوه المصلين فأجد فيهم الأبيض والأسود والأصفر والصغير والكبير ، وكلهم يجمعهم ذلك الشعور الروحاني ، وتعلو وجوههم السكينة والاطمئنان في جوار المصطفى عليه الصلاة والسلام . الشيء الوحيد الذي كان يشوه هذه الصورة الجميلة هو ذلك الأسلوب الذي يتسم بالجلافة الذي كان يتعامل به موظفو الحرم مع المصلين ، خاصة عندما تعلو أصواتهم في مخالفة صريحة للنهي القرآني الكريم عن رفع الصوت في حضرة النبي الكريم وجواره . وأنا لا أدري في الحقيقة لماذا يغلب هذا الأسلوب في التعامل مع معظم المنتسبين إلى المؤسسات الدينية بما فيها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والرئاسة العامة للمسجد الحرام والمسجد النوبي الشريف وغيرهما من المؤسسات الدينية . لا أدري لماذا لا تسمو سماحة الدين الحنيف لتطبع تصرفات هؤلاء بما يدعو له من سماحة ولطف في التعامل خاصة مع ضيوف أتو لا لشيء سوى زيارة المصطفى عليه الصلاة والسلام والصلاة في مسجده . وبالرغم من ذلك إلا أن الصلاة في المسجد النبوي الشريف تظل حالة من حالات الروحانية الفريدة . أحد أجمل المشاهد التي رأيتها اليوم كانت عقب صلاة العصر عندما رأيت أهل الخير وقد شمرو عن سواعدهم وبدأو بمد مفارش الطعام استعدادا لتهيئة طعام الإفطار لضيوف المسجد . حركة هؤلاء كانت منظمة وسريعة بشكل غريب ، وكانت تتم بكل همة وحماس يعبر عن رغبة عميقة في الفوز بالأجر الجزيل . جميلة هي المدينة ، وجميل كل ما فيها ، حتى لو شابته شوائب تثير الغضب أحيانا ، إلا أنها تظل كما أعلم سببا لمزيد من الأجر والمثوبة في بلد كل ما فيه خير وبركة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق