التجميل

الأربعاء، 3 أغسطس 2011

اليوم 190

اليوم كان مزدحما كعادة كل يوم يسبق رحلة من رحلاتي المكوكية . ورحلتي التي أستعد للإنطلاق فيها بعد قليل إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة أحاول جاهدا أن تكون خالية من ارتباطات العمل ، مع أني لا أملك عادة الانقطاع عن مثل هذه الارتباطات التي تلاحقني حيثما حللت . أكثر ما أشغلني اليوم كان إتمام دراسة عرضنا في منافسة سنتقدم إليها يوم السبت لدى الهيئة الملكية للجبيل وينبع . هذه المنافسة هي الأولى التي لا تشترط إشراك مكتب عالمي ، وأرجو أن تكون هذه بداية لمنحى جديد لدى الهيئة يتبنى قناعة بالاستشاريين المحليين . انشغلت اليوم أيضا بعرض قدمناه لإحدى الشركات العقارية لتصميم مشروع سكني في مدينة الرياض . والتعامل مع الشركات العقارية في المملكة يشوبه كثير من المصاعب والمتاعب في محاولات تطوير فكر القائمين عليها ومحاولة إخراجهم من أنماط التطوير التقليدية التي شاعت وانتشرت في المملكة ، والتي لم يقدم فيها المطورون أي جديد بعيدا عن الأشكال التقليدية المكررة من مشاريعهم السكنية والتجارية . أعتقد أننا حققنا اليوم إنجازا بارزا في كسب اهتمام القائمين على هذه الشركة بالطرح الذي قدمناه . وإن كان توقعي صحيحا ، فسوف يكون هذا المشروع اختراقة حقيقية على مستوى التطوير العقاري السكني في المملكة . المشكلة التي أثيرت اليوم في النقاش هي مشكلة المقاولين ، فمدير الشركة تساءل إن كان هناك مقاولون يملكون القدرة والكفاءة لتنفيذ مثل هذا المشروع بما يحمله من فكر جديد وأسلوب مبتكر في آليات التنفيذ التي تتبنى المعيرة والنمذجة لعناصر البناء لتحقيق خفض في التكاليف وارتقاء بجودة التنفيذ . وموطن المشكلة أن المقاولين العاملين في المملكة تجمد فكرهم وأداءهم عند أساليب البناء التقليدية ، خاصة في ظل غياب جهود استثمارية جادة لتبني أنظمة البناء الحديثة التي تشهدها أصقاع مختلفة في العالم . كل ما أرجوه أن يؤمن القائمون على هذه الشركة بهذا التوجه ، وبأنه يمكن أن يحقق أسبقية فاعلة في سوق التطوير السكني ، وبأنه سيكون مجالا لتطوير قدرات المقاولين وتعريفهم بهذه التوجهات الحديثة في البناء . وقديما قالو ، فاز باللذة الجسور .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق