التجميل

الاثنين، 29 أغسطس 2011

اليوم 216

أعلن التلفزيون قبل قليل حلول عيد الفطر المبارك يوم غد الثلاثاء ختاما لشهر رمضان المبارك . وفي آخر يوم من أيام هذا الشهر اجتمع أفراد الأسرة من طرف زوجتي العزيزة لتناول آخر طعام إفطار فيه . أبهجتني هذه المشاعر الأسرية الجميلة التي رأيتها بين أفراد هذه الأسرة ، خاصة عندما أعلن حلول العيد فشاعت البهجة بيننا جميعا وتبادلو جميعا التهاني وسط جو من الفرح والحبور . تناولت هاتفي الجوال وبدأت بالاتصال بإخوتي وأقاربي وعدد من المعارف والأصدقاء لأبارك لهم حلول العيد السعيد . ولأن العيد مصدر للسعادة وسط كل منغصات الحياة الكثيرة ، فقد بادرت بالاتصال حتى بمن شابت علاقتي معهم شيء من الفتور نتيجة خلافات لم أرد أبدا لها هذا التصعيد . ولأن فرحة العيد يفترض بها أن تغسل النفوس وتزيل الأحقاد ، ولأن هذه المناسبة تعد فرصة لتجاوز مثل هذه الخلافات ، فإنني لم أتوقع أبدا أن أواجه بمثل هذا الموقف الذي أحرق فرحتي وخنق بهجتي في صدري . هذا الشخص الذي كنت وسأبقى أكن له دوما كل تقدير رد على اتصال التهنئة بسيل من الشتائم والسباب لم أكن أحسب له حسابا . أقفلت الهاتف وهربت إلى حديقة المنزل بعيدا عن أبنائي وأفراد أسرتي وانخرطت في نوبة هستيرية من البكاء المرير . لا أدري ما الجرم الذي ارتكبته حتى يعاملني بهذه المعاملة ، ولا أدري ما الذي يمكن أن أفعله أكثر من مبادرة حسنة في مثل هذه المناسبة التي يفترض بها أن تكون مناسبة سعيدة . كل ما أستطيع قوله حسبنا الله ونعم الوكيل ، فموقفه هذا لن أنساه له ما حييت ، مع أنه لا يمكن أن يجرح تقديري وحبي له ، إلا أنه قطع ذلك الخيط الرفيع الذي أردت أن أبقي عليه بيننا . لا أدري كيف يمكن أن يعيش إنسان بكل هذا الكم من الغل في صدره ، مع أني أقسم بالله أنني لم أفعل تجاهه شيئا يستحق كل هذا الغل وهذه المعاملة . على أية حال ، حسبي من الله أنني بادرت هذه المبادرة ، وأرجو أن يكتب الله لي بها الأجر والمثوبة . أما بقية أخواني وأصدقائي وخلاني فأقول لهم من صميم قلبي كل عام وأنتم بخير ، وأرجو أن لا يريكم في أعيادكم ما رأيت في عيدي هذا من حزن وقلة حيلة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق