التجميل

الثلاثاء، 30 أغسطس 2011

اليوم 217

سعيت منذ ليلة البارحة إلى كبت مشاعر الحزن التي أصابتني بعد ذلك الموقف الذي وقع من شخص رد على اتصالي به للتهنئة بالعيد بالصد والشتم ، إذ لم أرد أن أنقل ذلك التشويه الذي أصاب فرحة العيد في نفسي إلى أبنائي وأفراد أسرتي . أحد الإخوة قال لي كلمة كانت بردا وسلاما على نفسي ، حيث قال أنني قمت بالأمر الصواب بغض النظر عن رد الفعل الذي واجهته ، وأنني ربما سأكون محملا بتأنيب الضمير بقية حياتي لو لم أقم بهذه المبادرة ، أما الآن وبعد ما حصل فسأكون مرتاح الضمير واثقا من أنني فعلت كل ما يمكن فعله لتجاوز هذا الخلاف . في الصباح اصطحبت أبنائي لأداء صلاة العيد في أحد مساجد الرياض ، فاكتملت راحة نفسي حينها عندما رأيت فرحة الناس وبهجة الأطفال . في المسجد كان المشهد غريبا بعض الشيء بالنسبة لي ، خاصة بالمقارنة مع ذلك المشهد الذي اعتدت عليه في المسجد النبوي الشريف . لا شيء يجمع المصلين سوى المناسبة والقبلة التي استقبلوها ، فالكل يكبرون كل بمفرده ، بدلا من تلك التكبيرات الجماعية الجميلة التي تذاع في الحرم النبوي . الكل كانو يأتون ليأدو الصلاة وينسلو إلى بيوتهم ، بدلا من ذلك الجو من التآخي وتبادل التهاني وزيارة البقيع التي كنت أعيشها في الحرم النبوي . في انتظار الصلاة عشت رحلة من الذكريات في أجواء العيد أيام الطفولة ، بما فيها مشاهد صلاة العيد بمشاعرها الروحانية الخاصة ، والزيارات المتبادلة بين الأهل والجيران ، والألعاب والمراجيح التي كانت تنصب في الحواري والشوارع ، وموائد الإفطار التي كانت تمد بعد الصلاة بعد أن نتوقف في طريق العودة من الحرم لشراء خبز التميس الحار . قضينا الصلاة وعدنا إلى المنزل وتبادلنا التهاني فيما بيننا ، ثم أوى كل منا إلى فراشه وكأن العيد قد انقضى . مر اليوم ولم يطرق بابنا زائر ، ولم نزر أحدا في المقابل ، ويبدو أن رسائل الجوال قد أوفت بالمهمة وأراحتنا من عناء الزيارات . كل ما بقي من العيد هو اجتماع المصلين لأداء الصلاة وشيء من البهجة التي نراها على وجوه الأطفال بلبسهم الجديد عندما يتلقون المعايدات والهدايا ، فبهم يبقى العيد عيدا بعد أن اختفت مظاهره وراء أسوار المنازل والاستراحات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق