التجميل

الخميس، 1 سبتمبر 2011

اليوم 219

اليوم بالنسبة لي يوم مليء بالمفاجآت ، وهي مفاجآت من النوع الذي يملأ صدر المرء بالغيظ والقرف . والمفاجأة تعد كذك عندما تأتي على غير المتوقع ، خاصة عندما يكون الأمر متعلقا ببديهيات الأمور . اقترحت على أسرتي يوم أمس الذهاب إلى أحد مدن الملاهي نظرا لقلة بدائل الترفيه في عيد الرياض . فوجئت بذلك الرفض المباشر الذي تلقيته لهذا المقترح ، فسألت عن سببه ومبرراته . الجواب كان أن تلك الملاهي إنما تلائم الأطفال وحسب ، أما النساء والفتيات فإنهن يواجهن بإرهاب عملي إن زاروها ، ويحاصرن بتعليمات صارمة حول ما يرتدين وما يفعلن وكيف يسرحن شعورهن . في هذه الأماكن يمنع ارتداء البنطلون والقمصان قصيرة الأكمام وغير ذلك من الملابس التي يعدونها ملابس فاضحة ، وإلا فإن عليهن ارتداء العباءة لإخفاء تلك المناظر الفاضحة . تساءلت إن كان الحديث هنا عن مراكز الترفيه العائلية المختلطة لأفهم سبب هذه التعليمات ، فكان الجواب أنها تطبق في المراكز النسائية التي لا وجود للرجال فيها البتة . استغربت كيف أن مجتمعنا يحاصرنا في كل شيء ، حتى في ترفيه بريء في بيئة مخصصة للنساء فقط ، فتفرض عليهن مثل هذه التعليمات غير المفهومة ، وكأنه لا يكفي حصارا أن العائلة لا تستطيع الذهاب لأي مرفق ترفيهي بكل أفرادها رجال ونساء وأطفالا ، ولا زلنا نعيش حالة من الفصل العنصري فيها . لا أدري ما الذي تختلف به هذه المراكز الترفيهية عن مثيلاتها التجارية ، وما الذي تختلف به الرياض عن كثير من مدن المملكة التي يسمح فيها بارتياد المراكز الترفيهية ومدن الملاهي للعوائل جميعا دون أي فصل عنصري . بقينا اليوم في المنزل لا نلوي على شيء ، فتناولت جهاز حاسوبي لأجري بعض العمليات في موقع شركة الاتصالات السعودية . أصبت بصدمة كبرى عندما رأيت أن قائمة الدول التي يضمها هذا الموقع تضم بينها دولة اسرائيل ، هكذا بالاسم الصريح . لا أدري إن كان هذا الأمر قد وقع على سبيل الخطأ ، ولا أدري إن كان خطأ مبررا ، ولكنه بالتأكيد خطأ لا يغتفر ، خاصة وأننا لا زلنا نرى في نشرات الأخبار ذلك الصلف والعنفوان المتكبر في تعامل الصهاينة مع القضية الفسطينية والقصف المتوالي على مدن غزة . عزمت على أن أفعل شيئا لتصحيح هذا الخطأ ، وسأعمل فكري بحثا عن الطريقة الأسلم والأنجع لتحقيق ذلك ، وأرجو أن يسعفني قرائي الكرام بمقترحاتهم حول هذه المفاجأة غير السارة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق