التجميل

السبت، 3 سبتمبر 2011

اليوم 221

أتعجب أحيانا من بعض المواقف التي تتخذها بعض الدول من بعض الأحداث ، خاصة عندما تكون هذه المواقف مخالفة لاتجاه عالمي من تلك الأحداث . أثار استغرابي اليوم خبر إعلان روسيا توجيه الدعوة للمجلس الانتقالي اليبي لزيارة ليبيا للتفاوض حول موضوعات الطاقة والنفط ، في الوقت الذي لم تعترف روسيا بالمجلس إلا قبل حوالي أسبوع بعد أن كانت معارضة لوجود المجلس من الأساس ولمجمل مسار الأحداث في ليبيا . كم هي عجيبة لعبة المصالح ، ولكنها على الأقل تمثل سببا يمكن فهمه حتى ولو لم يمكن قبوله . الغريب أن المملكة لم تعترف حتى اليوم بالمجلس بالرغم من أن العلاقات لم تكن حسنة أبدا مع نظام القذافي البائد . وأجزم أن هذا التأخير سيضع كثيرا من العراقيل حول قبول أي وجود سعودي في ورشة التنمية وإعادة الإعمار التي ستشهدها ليبيا في الفترة المقبلة . والغريب أن المملكة كانت من أوائل الدول التي عترفت بدولة جنوب السودان ، في الوقت الذي لا زالت كثير من الدول العربية تتردد في العتراف بهذه الدولة الوليدة ، مع أن دولة السودان نفسها قد اعترفت بتوأمها السيامي المنفصل . روسيا لم تتعلم الدرس السابق ، وهاهي الآن تقف ذات الموقف السلبي من أحداث سوريا ، وسنراها أيضا وقد انقلبت لتدعم النظام البديل إن كتب الله لهذه الثورة النجاح في قابل الأيام . والحقيقة أن ما يحدث في سوريا يجبر أي شخص على الوقوف ضد النظام حتى ولو كان ما يعرضه الإعلام يضم كثيرا من المبالغة كما يقول بعض المتنطعين من مؤيدي النظام والمتنفعين منه . أما ثورة اليمن فيبدو أنها أصبحت في حالة من الركود في انتظار تحرك جديد من الرئيس الذي يبدو أنه استمرأ الإقامة الفارهة في الرياض . الغريب أن الرئيس اليمني أطلق قبل يومين حديثا ناريا هاجم فيه أطراف المعارضة ووصفهم بأوصاف مشينة ليس أقلها وصفهم بالمرتزقة ، في الوقت الذي كان يفترض به أن يقدر أدب الضيافة ويحترم البلد الذي استضافه ووفر له العلاج والحماية ، فلم يخطر في باله أن مثل هذا الحديث يمكن أن يضع المملكة في موقف محرج إن هي سكتت عليه أو لم تسكت . السياسة عموما لعبة قذرة وأصبحت هذه الأيام أكثر قذارة مع الأحداث الجارية التي تجتاح العالم العربي . وربما يكون هذا هو السبب الذي يجعلني لا أتناولها بحديثي هنا كما طلب مني أحد الإخوة القراء في تعليقه قبل عدة أيام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق