التجميل

الجمعة، 23 سبتمبر 2011

اليوم 241

اليوم هو عيد المملكة الوطني ، وشوارع الرياض منذ ليلة البارحة تغص بمسيرات المحتفلين التي شملت رفع الأصوات بالأغاني الوطنية ورفع الأعلام وصور الملك ، علاوة على ماشابها من تصرفات سلبية دفعت بحشود من رجال الأمن إلى إغلاق بعض الشوارع المزدحمة . أتساءل أحيانا لماذا تشهد مثل هذه الاحتفالات تصرفات خارجة عن حدود اللياقة والأدب ، ولماذا يعتبر البعض هذه التجمعات فرصة للتعدي على الآخرين ومعاكسة الفتيات والاستهزاء ببعض االفائت وخاصة ضيوف المملكة من الوافدين . كثيرا ما كنا نشهد مثل هذه التصرفات في احتفالات المناسبات الرياضية وغيرها ، ولكن مناسبة العيد الوطني تتطلب التعبير عن الفرح بحس وطني يرتقي إلى قيمة المناسبة . وعلى صعيد آخر ، هناك شريحة عريضة من المواطنين ممن انتهزو فرصة هذه الإجازة للسفر خارج المملكة . ومن حاول خلال الفترة الماضية حجز مقعد إلى أية محطة في الدول المحيطة فإنه سيجد كل المقاعد قد بيعت قبل الحدث بأشهر . عجيب كيف أن يقوم البعض بالاحتفال بالعيد الوطني خارج الوطن ، ولكني أعذرهم في غياب مفهوم الاحتفال في وطني ، خاصة عندما تفرض الاحتفالات تشتيت الأسرة بين رجال ونساء ، وخاصة عندما تنحصر مظاهر الاحتفالات في مسيرات الشوارع ورقصات العرضة والمزمار . تجارب احتفالات الأعياد عموما لم تكن تبشر بخير ، ولم تنجح في استقطاب الاهتمام والتفاعل الشعبي معها . لا أدري إن كان الحال أفضل في مدن المملكة الأخرى ، وخاصة تلك التي تتمتع بانفتاح اجتماعي أكثر من حاله في الرياض ، ولكن يبدو أن الشعب السعودي عامة لا يملك ثقافة الاحتفال والفرح دون حواجز وموانع وعقبات . يوم غد هو يوم الإجازة الرسمي لمناسبة العيد الوطني ، وهو يعني للطلاب والموظفين فرصة أطول للنوم في النهار والتسكع في الليل . ولأني لست من هواة التسكع ولا أطيق الغرق في الزحام ، فقد تحاشيت الخروج من المنزل اليوم حتى في مشوار غداء الجمعة الأسبوعي ، وفضلنا قضاء اليوم في المنزل في السباحة والترفيه الأسري . اليوم هو عيد المملكة الوطني ، وهو أيضا عيد الفلسطينين الذين قدم رئيسهم رسميا طلب الانضمام إلى الأمم المتحدة . وحتى لو لم ينجح مسعاهم كما هم يأملون فإن مشاهد الاحتفالات التي عمت أرجاء فلسطين قد فاقت في بهجتها احتفالات المملكة بعيدها الوطني . فهل لنا أن نتعلم من الآخرين كيف يمكن لنا أن نفرح ونبتهج بأعيادنا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق