التجميل

الأحد، 25 سبتمبر 2011

اليوم 243

يبدو أن توابع زلزال العيد الوطني ستستمر لفترة تتواتر فيها أخبار المواجهات والتجارب التي عاشها الناس في ذلك الحدث . أحد الأصدقاء حكى لي صباح اليوم كيف أن عائلة تسكن بجوار منزل والده تعرضت تلك الليلة لضرر مزدوج ، فالعائلة التي خرج أفرادها عن بكرة أبيهم للاحتفال بالعيد ، وغرقو في زحام أحد الشوارع لساعات طويلة ، فوجئو عندما أنتهت معاناتهم وتنفسو الصعداء بوصولهم لمسكنهم أنه قد تعرض لغزو من لصوص سرقو ما خف حمله وغلا ثمنه من أطقم الذهب والألماس والمقتنيات المنزلية . هذه الحادثة أشارت إلى خلل أمني كبير أصاب الرياض في تلك الليلة ، وأحمد الله أن ذلك الخلل لم ينتج أكثر من مثل حوادث السرقة هذه ، ولم يعن لإحدى الخلايا الإرهابية النائمة أن تستيقظ في تلك الليلة الليلاء . اليوم عدنا لمعمعة العمل بعد توقف أضاف مزيدا من تعطيل المصالح وإرباك شئون الناس ، وأول من افتتح مهام اليوم كان سائقي الكيني الجديد الذي لا زال يحاول تجاوز امتحانات القيادة للحصول على رخصة تخوله ممارسة العمل الذي استقدمته من أجله . السائق فشل في امتحان اليوم للمرة الرابعة ، وهو امتحان في العلامات المرورية التي لم يكن يعلم عنها شيئا مع أنها علامات دولية موحدة تستخدم في كل الدول ، مع أنه أتقن القيادة بعد كثير من التدريب الذي تلقاه على حساب أعصابي وأعصاب أفراد أسرتي منذ قدومه ، إلى أن تجاوز اختبار القيادة العملي ولم يبق إلا امتحان العلامات المرورية الذي فشل في تجاوزه اليوم . المشكلة أن إدارة المرور تتعنت في مثل هذا الامتحان مع أن واقع حال القيادة في الميدان يدل على أن لا أحد يكترث في الحقيقة لهذه العلامات ، أو أنهم لا يعرفون معانيها ومدلولاتها . من أراد دليلا عمليا على ذلك فإن بإمكانه الذهاب إلى المنطقة الواقعة بين طريقي العليا والملك فهد التي أتمت الأمانة تنظيمها وتجهيزها في شكل طرق ذات اتجاه واحد ليرى بأم عينيه كيف أن قادة السيارات يتجاهلون العلامات المرورية ويسيرون في تلك الطرق في كل الاتجاهات الممكنة . وله أيضا أن يرى كيف أن كثيرا من السيارات تقف تحت علامات المرور التي تمنع الوقوف ، أو تتجاوز السرعة النظامية التي تحددها العلامات المرورية في الطرق . الأمر ذاته ينطبق على الإشارات المرورية التي هي أسهل على الفهم بألوانها الثلاثة من العلامات المرورية المبهمة ، وللمشاهد أن يرى كيف يتم تجاوز تلك الإشارات مهما كان لونها ، اللهم إلا تلك الإشارات التي تم تجهيزها بكاميرات ساهر الرقابية الرادعة . وفي النتيجة ، فأنا أقترح على إدارة المرور أن تثبت إحدى كاميراتها على كل لوحة مرورية ، عسى أن ترفع من مستوى الردع والإلزام باتباع تعليمات تلك العلامات ، ولها بذلك أيضا أن تزيد من غلتها المالية من فئات من الشعب لا تكترث ولا تحفل بدفع الغرمات حتى ولو كانو عاطلين عن العمل ولا يجدون ما يسدون به رمقهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق