التجميل

الأربعاء، 21 سبتمبر 2011

اليوم 239

يترقب العالم التحرك الفلسطيني في الأمم المتحدة الذي تزمع من خلاله السلطة الوطنية التقدم بطلب العضوية الكاملة . هذا التحرك كان قد بدأ بإعلان النية حوله وتحديد موعده منذ فترة طويلة ، ولكن الدول التي تعارضه لم تتحرك أبدا طيلة تلك المدة ربما لأنها لم تتوقع أن تكون النية جادة كما هو الحال في كثير من التحركات الصورية غير المؤثرة التي تبادر بها الحكومات العربية . وعلى مدى أسبوع مضى تصدر هذا الموضوع نشرات الأخبار التي أبرزت ردود الأفعال الدولية المساندة والمعارضة بدرجات متفاوتة من الحدة . والموقف المعارض الذي تقوده الولايات المتحدة بصلفها المعتاد كان يشهد مزيدا من التصعيد والتهديد والوعيد يوما بعد يوم ، حتى بلغ اليوم حدا لا يمكن وصفه إلا بالصفاقة السياسية ، وانكشفت معه النوايا الحقيقية لهؤلاء الأصدقاء من دول الغرب وأزلامها التابعين . الولايات المتحدة أعلنت اليوم أنها يمكن أن تقبل منح فلسطين وضع الدولة دون أن تنضم إلى عضوية الأمم المتحدة ، واشترطت لهذا الكرم الحاتمي أن تتعهد السلطة الفلسطينية بالاعتراف بالهوية اليهودية لدولة إسرائيل ، والامتناع عن طرح أي إشارة عن حدود الدولة في أي قرار يصدر بهذا الصدد . هذه الشروط إن قبلت بها السلطة الفلسطينية ستمثل هزيمة قاصمة للقضية ، وثمنا فادحا تدفعه السلطة مقابل الحصول على صفة الدولة ، كونها ستعطي الكيان الصهيوني الضور الأخضر لتهجير فلسطيني العام 48 ، وضم الأراضي التي أقمت عليها مستوطناتها المتناثرة لتبقي الدولة الفلسطينية بقا متناثرة من الأراضي المشتتة مقطعة الأطراف . الغريب أن الدول العربية لا زالت تعيش حالة من الصمت النسبي من هذه القضية ، فلا هو دعم واضح قوي يوظف الإمكانات السياسية والاقتصادية والنفطية للضغط على الدول المعارضة لتليين مواقفها ، ولا هو رفض يوضح مخاطر هذا التحرك على الواقع الفلسطيني ومستقبل القضية . كل ما يجري من قبل العرب هو تأييد سلبي أعمى لمسعى السلطة من منطلق أنهم أدرى بمصالحهم ، مع أن هذا التحرك لم يتفق عليه حتى الفلسطينيون أنفسهم بما يشوب واقعهم من انقسام . أحد الأصدقاء قال لي اليوم أن العائد الأهم من هذا التحرك سيكون كشف النوايا الحقيقية للكيان الصهيوني ودول الغرب التي تقف وراءه ، والتي ستضطر إلى تقديم بعض التنازلات لمصلحة السلطة لثنيها عن هذا التحرك . قلت له أن العالم كله لا يحتاج إلى أدلة جديدة تكشف هذا الكيان المحتل ونواياه الساقطة ، وأن أية تنازلات تحصل عليها السلطة لن تساوي شيئا أمام خسائر يمكن أن تكون أكثر فداحة . وأنا لا أدري في الحقيقة إلى متى سنظل في عالمنا العربي نقنع بالفتات الذي ترميه إلينا دول الغرب المتسلط ، ولكن يبدو أن هذا الطبع قد تأصل فينا إلى العظم ، فصرنا نقنع بالقليل في كل شئون حياتنا وحاجاتنا اليومية .

هناك تعليق واحد:

  1. تحرير فلسطين يأتي بعد تحرير انفسنا من أنظمة القمع ,لن يحرر فلسطين شعوب تعاني من الاضطهاد والذل والعبودية ,العبيد لايدافعون عن البلاد حتى يحروروا غيرها
    بداية التحرير كان مصر والقادم المهم هو سوريا , استغرب من البعض ابمانهم بالنظام السوري على أنه أحسن السيئ ولكنه لايدرك أن لايمكن أن يأتي أسوأ من نظام البعث الأسدي.
    فلسطين هي المؤشر على حالناباختصار

    ردحذف