التجميل

الخميس، 8 سبتمبر 2011

اليوم 226

انتهى صيف هذا العام ، وهاهم الطلاب يستعدون للعودة إلى المدارس بعد غد . أبنائي كانو هم الخاسر الأكبر في صيف هذا العام ، إذ لم تتح لنا الفرصة للسفر في إجازة الصيف ، ولم تتح لهم الفرصة للمشاركة في أية أنشطة في بلد لا يجد فيه الشباب شيئا يفعلونه في أوقات فراغهم . كنت كثيرا ما أبحث عن ناد أو مركز يقضون فيه شيئا من الوقت يمارسون فيه أنشطة رياضية ويلتقون أناسا من أقرانهم ، ولكن كل الأندية التي تملأ شوارع الرياض مخصصة لمن تزيد أعمارهم عن الثمانية عشر عاما . وفي النتيجة يكون الشباب من هذه الفئة العمرية الخطيرة بين الثانية عشرة والثامنة عشرة ، وهي فترة المراهقة بكل فوراتها وطاقاتها ، محرومين من أية فرص لقضاء أوقاتهم في أية أنشطة مفيدة ، وهم بالتالي لا يجدون أمامهم سوى الجلوس أمام شاشات التلفاز ، أو الغرق في إدمان الألعاب الإلكترونية ، أو التسكع في الشوارع والأسواق ليتعلمو مباديء الفساد ومعاكسة البنات في مرحلة مبكرة من أعمارهم . ذهبت اليوم مع بعض أبنائي في جولة على مراكز الرياض الرياضية والترفيهية فوجدت الحال فيها على ماهو عليه ، ذات الشروط العمرية ، ولا مجال للصغار في الانخراط فيها . ثم وجدت مركزا جديدا في شارع التحلية مخصص للصغار ، استبشرت خيرا خاصة وهو غير بعيد عن منزلي . نزلنا إليه فإذا به مخصص للأطفال من السادسة إلى الثانية عشرة . خلاصة التجربة رسخت معلوماتي السابقة ، فلا شيء لهؤلاء الشباب يمكنهم فعله في هذه المرحلة العمرية ، ثم نأتي بعد ذلك لنشتكي من ظواهر الانحراف والفساد بين الشباب . المدارس تغلق أبوابها بعد الدوام الرسمي ولا دور لها في المساهمة في استيعاب هؤلاء الشباب وتربيتهم ، والرئاسة العامة لرعاية الشباب منشغلة بمشاكل أندية كرة القدم وكبوات المنتخب عن واقع هؤلاء الشباب ، مع أنها كانت قد بدأت مشروعا جميلا لمراكز الترفيه في الأحياء بما أسمته مشروع الساحات الشعبية ، ولكنه كغيره من المشروعات الاجتماعية لم يلق الاهتمام الكافي ليتحقق له النجاح والانتشار . الغريب أن كثيرا من الأنشطة التي تقدمها المراكز الرياضية والترفيهية في مدن المملكة الأخرى تستوعب الشباب من تلك المرحلة العمرية ، وتستوعب الفتيات أيضا . ولا أدري لماذا الرياض فقط هي المختصة بهذا الحجر على الشباب والفتيات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق