التجميل

الخميس، 22 سبتمبر 2011

اليوم 240

موضوع الموظف الذي حاول وما زال يحاول تحقيق شيء من أطماعه في ذلك المشروع الذي وقعت عقده في الأسبوع الماضي شهد فصلا جديدا من تطورات أحداثه . منذ صباح اليوم وأنا أتلقى رسائل نصية على هاتفي الجوال من رقم لا أعرفه ، وكلها تحمل حديثا من قبيل التهنئة بالفوز المشروع وضرورة تنفيذ الالتزامات المتفق عليها ، علاوة على التلويح بمساعدتي للفوز بمزيد من المشاريع .امتنعت عن الرد على هذه الرسائل في البداية ، ثم قمت بالاتصال بالرقم الذي ترد منه دون أن أتلقى أي رد . بعد قليل وصلت رسالة جديدة تطلب مني التواصل عبر الرسائل فقط إذ لا مجال للحديث المباشر الآن . أرسلت رسالة أسأل فيها عن المرسل فجاء الرد بأن شخصية المرسل لا تهمني الآن وأن المطلوب أن أقوم بالإيفاء بالتزاماتي التي أعلمها . أجبت بأنني لا أستطيع التراسل هكذا مع شخص مجهول ، وأنني لا أعلم أصلا عم يتحدث . اختلفت بعدها نبرة الحديث في الرسائل التالية ، وأصبحت تتضمن خليطا من عبارات التهديد والوعيد تارة ، ومحاولة إسالة لعابي لمزيد من المشاريع والعقود تارة أخرى . توقفت عن الرد على تلك الرسائل ، وخرجت في المساء مع أسرتي لقضاء بعض الوقت في أحد المراكز التجارية للتسوق وتناول طعام العشاء في أحد مطاعمه . انشغل ذهني بتلك الرسائل ومصدرها الخفي ، وتساءلت عمن يمكن أن يكون وراءها . هل هو ذات الموظف الذي فاتحني في الأمر وقابلته شخصيا عندما ذهبت لتوقيع العقد ، أم هو شخص آخر من أعضاء تلك العصابة التي تدير عمليات الفساد هذه وواجهتها وضابط الاتصال فيها هو ذلك الموظف ، أم أنه فخ من المباحث الإدارية يختبر موقفي من القصة كلها . هذا الاحتمال الأخير أثار الرعب في نفسي ، مع أنه احتمال ضعيف بما أعلمه من بطء تفاعل هذا الجهاز مع شكاوى سابقة كنت تقدمت بها إليه في حالات مماثلة . الاحتمال الأكبر أن يكون صاحب الرسائل هو زعيم العصابة ، وأنه أراد التأكد من أن ممثله لم يقبض المعلوم دون أن يبلغه أو يوصل إليه حصته من المغانم . الغريب في هذا الاحتمال هو كيف يتوقع هذا الشخص أن أتجاوب معه في هكذا موضوع وأجيب على أسئلته دون أن أعرف شخصيته أو حتى أسمع صوته ، وكيف لي أن أتأكد أنه من ذات العصابة وليس دخيلا عليها . أظرف ما في الموضوع أن هذا الشخص أشار إلى المبلغ المطلوب في هذه اللعبة ، وفوجئت بأنه أقل من المبلغ الذي طلبه ممثله السابق . وهو ما يعني أن ذلك الموظف أضاف إلى مبلغ الصفقة عمولته الخاصة دون علم رفقائه . ضحكت من هذا الحال الذي يتصارع فيه اللصوص على سرقة بعضهم البعض ، والصراع على غنيمة لم يضمنو بعد الفوز بها . كل ما أرجوه الآن أن أتمكن من الصمود في هكذا مواجهة ، وأن لا تكون تلك التهديدات التي لوح بها ذلك الشخص سلاحا يسلط على رقبتي ، فأجد نفسي خاسرا في نهاية المطاف .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق