التجميل

السبت، 17 سبتمبر 2011

اليوم 235

غادرت ابنتي إلى الشارقة لتبدأ سنتها الدراسية الثانية هناك . وبالرغم من أنني أعاني منذ الصباح من وعكة صحية أورثتني بعض الإنهاك والدوار ، إلا أنني حرصت على أن أوصل ابنتي إلى المطار تفاديا لأية إشكالات مع موظفي الجوازات في ظل الإجراءات الجديدة لتصاريح السفر للنساء والمحارم . على مقربة من المطار اعترضنا زحام من تجمع عدد كبير من السيارات أغلق الطريق المؤدية إلى المطار . توجست من سبب هذا الزدحام ، وخشيت أن يؤخرنا عن موعد الرحلة . بعد فترة وجدت سبيلا لتجاوز هذا الزحام ، لأرى سيارة شرطة وقد انقلبت وتحطمت على قارعة الطريق ، وقد تجمع حولها عدد كبير من الناس الذي أوقفو سياراتهم في عرض الطريق بما خلق ذلك الزحام . تعجبت من هذا المشهد الذي لا أراه إلا في مجتمعاتنا العربية ، فهؤلاء المتجمهرون لا يعلمون أو لا يكترثون وهم يعطلون مصالح الناس بهذا التجمع ، كما أنهم يعوقون حركة سيارات الإسعاف التي يفترض بها أن تصل لإسعاف المصابين الذين تجمهرو حولهم للفرجة . بعد أن أوصلت ابنتي إلى المطار واطمأننت على مغادرتها بالسلامة استجمعت قواي لأعود إلى المنزل . طريق العودة من المطار ومن أمام مركز غرناطة التجاري كان يشهد ازدحاما آخر إلى حد توقف الحركة تماما . بدأت أعراض الدوار تتفاقم ، وكدت أفقد وعيي في هذا الزحام . لا أدري كم مضى من الوقت قبل أن أصل لمخرج طريق الملك عبد الله . واستمرت حركة المرور بطيئة متثاقلة حتى وصلت إلى نقطة عرفت منها السبب وراء هذا الزحام . عدد من السيارات كان مصطفا أمام نافذة خدمة السيارات في مقهى على الطريق في طابور امتد حتى اعترض حركة السيارات في طريق الملك عبد الله ليخلق زحاما امتد على مدى عدد من الكيلومترات دون أن أرى أي مؤشر على تدخل دوريات المرور لفض هذا الزحام ، ويبدو أن كل الدوريات قد ذهبت لتسعف المصابين في الزحام الأول . لا أستطيع أن أفهم هذه الأنماط الغريبة من السلوكيات التي تجر الضرر والقرف على الآخرين ، وكيف يمكن أن يكون أحد بهذه البلادة التي تجعله يتجاهل حاجات وظروف الناس الذين يعطلهم لهذه الأسباب الواهية . على أية حال ، أرجو أن أكون أحسن حالا يوم غد لأذهب لذلك المقهى على وجه الخصوص لكي أجرب نوعية القهوة التي يقدمها ، وأرى ما إذا كانت تستحق كل هذا التقاطر وهذا الزحام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق