التجميل

الأحد، 3 أبريل 2011

اليوم الثامن والستون

اليوم بدأت أعمال ورشة العمل الثالثة لمناقشة استراتيجية الإسكان الوطنية التي تقوم على وضعها وزارة الإسكان الوليدة من رحم الهيئة العامة للإسكان . أحد الحضور غابت عنه هذه العلاقة فأشاد بقدرة هذه الوزارة على سرعة الإنجاز في مثل هذا العمل الهام مع أنها لم تبلغ من العمر سوى عشرة أيام فقط . هذه الورشة التي ستعقد على ثلاثة أيام حضرت أولها اليوم بعد أن تلقيت دعوة من الوزارة كانت محل استغرابي استنادا إلى سابق عهدي الناقد للهيئة والمتوجس خوفا من الوزارة التي ورثت ذات الجهاز وذات الفكر . أستطيع أن أقول أن نظرتي تجاه الوزارة يمكن أن تبدأ بالتغير إن أفلح من تحدث اليوم في تحقيق وعوده وتطلعاته وآماله . جلسة اليوم ، بعد أن تجاوزت البروتوكولات المعتادة ، تناولت أول محاور النقاش والذي اختص بموضوع التمويل ، إذ قام الخبير الألماني الذي عاش قدرا من حياته في الولايات المتحدة الأمريكية ، فأصبح بذلك مزدوج الخبرة ، قام بالحديث عن موضوع التمويل في قطاع الإسكان ، حديثا لاحظت أنه أثار الملل والتثاؤب لدى عدد من الحاضرين ، فهو في الحقيقة لم يأت بجديد ، وأعاد تكرار كل المعلومات والأفكار والمقترحات التي يتداولها الخبراء المحليون كل يوم ، ولكنها بالطبع تحمل قيمة مختلفة عندما تأتي من خبير أجنبي . أخذت المايكروفون كالعادة ، ووجهت نقدي اللاذع لصندوق التنمية العقارية ومنهج عمله ، وآليت على الوزارة أن توقع سياط التغيير على الصندوق بعد أن كلفها التعديل الجديد بالإشراف عليه ورئاسة مجلس إدارته . بعد الجلسة بادرني أحد الحضور باللوم على تكرار نقدي وهجومي على الصندوق ، وقال لي أن الصندوق يقوم بدور اجتماعي مهم ، إذ أن لا أحد يريد أن يوصم بالسكن في بيوت الحكومة ، ويفضل في المقابل أن يبني بيته بنفسه كما يشتهي . حاولت أن أثني فكره عن هذا الاتجاه ، فقلت له أنني أقمت في أحد بيوت الحكومة ، وهو شقة في إسكان المعذر ، لمدة بلغت أحد عشر عاما ، وكان من جيراني الطبيب والمهندس وموظف البنك وكثير من أصحاب المهن والوظائف المحترمة ، ولم نوصم بالعيب طيلة تلك الفترة ، فمن أين أتت هذه الفكرة ؟ . بالطبع لا يمكن أن نبني للناس بيوتا كيفما اتفق ثم نطلب منهم أن يقبلو العيش بها صامتين قانعين ، وهذا بالضبط هو أساس مطالباتي المتكررة بأن تتوقف الوزارة عن البناء المباشر ، وإيكال المهمة للقطاع الخاص .

هناك تعليق واحد:

  1. أن ترى غيرك بما يعانيه فترضى وتعمل على التحسين والتطوير , موضوع صندوق التنمية العقاري والاسكان كلها أمور مميزة للانسان السعودي عن غيره من الأقطار العربية طبعاً ماعدا الخليجية .

    ردحذف