التجميل

السبت، 30 أبريل 2011

اليوم الخامس والتسعون

في بلد لا زالت مسألة قيادة المرأة للسيارة بعيدة حتى عن البحث الجاد يصبح وجود سائق أو أكثر للعائلة أحد المتطلبات الحياتية الرئيسية ، خاصة عندما يكون رب العائلة محملا مثلي بالكثير من المسئوليات التي تفرض الانشغال وكثرة السفر والترحال . ومع أني حاولت الاكتفاء بسائق واحد لفترة طويلة ، إلا أن كم المشاوير وتعددها وتباعد أماكنها بين متطلبات الأبناء والزوجة والعمل والأقارب فرضت علي أن أستقدم سائقا آخر قبل حوالي خمسة أشهر . ويوم أمس عشت وجها من أوجه مشاكل هذه الفئة من العمالة المنزلية ، حيث تبين أن هذا السائق الجديد الذي ائتمنته على أبنائي وأسرتي لم يكن أهلا لهذه الثقة . واجهته بما فعل ، وصادرت تصريح إقامته ورخصة قيادته ومفتاح السيارة ، وتركته ليبيت ليلة البارحة لأتعامل معه في اليوم التالي . عند منتصف الليل أبلغني السائق الآخر أنه هرب من المنزل . ليس هذا فقط ، بل إنه جلب أقارب له من بني جلدته ، وحاول الاعتداء على السائق الآخر ، وخلق جوا من الخوف والذعر في المنزل ، إذ أن مثل هذا المجرم ربما يحاول التعدي على أي من أهل المنزل في أي وقت من الأوقات . لم أبت ليلة البارحة ، وبادرت بالاتصال بالشرطة أسألهم عما يجب علي فعله في هذه الحالة ، فأفادوني بأنه عليه الذهاب إلى مخفر شرطة الحي لتقديم بلاغ جنائي رسمي ضد المذكور . ذهبت إلى المخفر ، وقابلت الضابط المناوب الذي يبدو أنه لم يكن يعيش مزاجا يسمح له بحسن استقبال المواطنين ، فرفض تسجيل البلاغ ،  وطلب مني أن أتوجه إلى الجوازات أولا لأسجل بلاغا بهروب العامل . ولأن ليلة البارحة كانت عاصفة ومطيرة ، فقد أجلت هذا المشوار إلى صباح اليوم ، لأصدم بموظف الجوازات يطلب مني أن أحضر في الساعة الخامسة من الصباح الباكر لأحصل على رقم في دور المتعاملين ، ما يعني أنه سيكون علي تأجيل هذا الإجراء لصباح الغد ، وأن نبيت هذه الليلة أيضا في خوف وجزع . وحتى يتم ذلك ، صرت أتساءل ، هل يجب أن تقع الجريمة حتى يتحرك رجال الشرطة ، وهل سنظل قابعين تحت رحمة مزاج رجال الشرطة في التعامل مع مثل هذه القضايا بما تستحقه من جدية ؟ .

هناك تعليق واحد:

  1. فعلا ً مشكلة , لكن كان يجب عليك أن تتوقع أن يهرب , توقعي أنه لن يجرؤ أن يقدم إليك , ولكن حاول اخلاء مسؤوليتك منه.
    ادخال السائقين للبيوت أشد بلاء من قيادة المرأة للسيارة والتي سوف تعلم الناس الذوق والاحترام
    تحياتي

    ردحذف