التجميل

الخميس، 28 أبريل 2011

اليوم الثالث والتسعون

هذه هي المرة الرابعة التي أزور فيها عمان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية . وهي بحق مدينة جميلة ، حباها الله بطبيعة جبيلة أضافت لبنيتها العمرانية كثيرا من الميزات . عمان ربما تكون المدينة العربية الوحيدة التي تملك هوية عمرانية مميزة بطابع محلي موحد ، وربما يكون استخدام الحجر الأبيض في واجهات المباني هو ما أضفى عليها هذا الطابع . ومنذ اتفاقية السلام مع العدو الإسرائيلي ، المسماة اتفاقية وادي عربة ، تدفقت الاستثمارات الغربية والعربية على هذه المدينة حاملة معها مفاهيم العمارة الحديثة التي غزت بنيتها العمرانية المحافظة . زيارتي لعمان هذه المرة صدمت بمشهد المباني والأبراج الزجاجية الشاهقة التي شوهت سماء المدينة ، تلك المسوخ من المباني أصبحت علامات بارزة في بنية المدية العمرانية وخط سمائها . المشكلة أن كثيرا من هذه المباني لم يتم بناؤه بعد ، وتعثر استكمال بنائه كنتيجة لتعثر الشركات العقارية إبان الأزمة المالية العالمية . وفي النتيجة ، أصبحت هذه الأبراج مسوخا غير مكتملة البناء ، ليكون هذا التشويه تشويها غير مكتمل التنفيذ ، ليضيف كثيرا من الإحباط لحالة هذه المدينة الجميلة . هذا المشهد ذكرني بمشاهد الأبراج المتعثرة في كثير من المدن ، ومشاهد مشاريع المدن الاقتصادية الجديدة في المملكة التي لم تزل حبرا على ورق ، وكانت وسيلة لامتصاص أموال الناس البسطاء في شركات مساهمة بثت كذبة النجاح الوهمي لسرقة أموال الناس . السؤال الذي سيحمله التاريخ ، ما هو حجم الجريمة التي نفذتها تلك الشركات العقارية في سبيل الإضرار بمسيرة التنمية في المدن العربية ؟ . وإلى متى يكون العنصر العقاري هو القائد لمسيرة التنمية ؟ . وأين الحكومات والإدارات المعنية بقضية التنمية من السيطرة على هذا الزخم من السيطرة المالية والعقارية على مقدرات الشعوب ؟ . عمان إحدى ضحايا هذا الجشع العقاري ، وهذا الغزو الاستثماري الجشع الذي دمر هذه البنية العمرانية المميزة لهذه المدينة الجميلة . فهل سيأتي اليوم الذي تحاسب فيه الشعوب هؤلاء اللصوص الذين سرقو أموال الناس ودمرو مدنهم وبيئاتهم ؟.

هناك تعليق واحد:

  1. زياد بريجاوي30 أبريل 2011 في 2:03 ص

    يجب سؤال الحاكم عن طريقة ادارة بلده وهو المسئول عن كل مايحدث , ومالوزراء وغيرهم من المسئولين سوى جباة له, إنها الحقسقة والصراحة ,والموضوع له تفاصيل كثيرة تطول.

    ردحذف